عفو الله يسع من تاب بصدق

0 13

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي أبدأ صريحا معكم. قبل ثلاث أو أربع سنوات فعلت فعلا هو من أكبر الكبائر عند الله وهو جرم عظيم، لكن حينها كنت جاهلا، ولم أكن واعيا، والله لو دار بي الزمن وخيرت بين القتل والوقوع في هذا مرة أخرى لاخترت أن أقتل إخوتي.
لقد ندمت وبكيت الدم، وما زلت أبكي ولا زلت أتحسر. لكن حينما أسمع ما يقوله بعض المشايخ بأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، أقول في نفسي هل مع هذا الإجرام كله أعود كمن لا ذنب له! فيدخلني شعور الأمل والسرور، لكن أعود وأتذكر الذنب، فأرجع أتحسر وأبكي وأتمنى الموت وهكذا، فأنا في دوامة لا أستطيع أن أخرج منها. وعندما أنظر في وجه أهلي: أمي وأبي ويقولون عني إنسان صالح، بحكم أني أحب شرع الله ودينه، وعندي ثقافة دينية أقول في نفسي: لو علمتم ما فعلت لضربتموني وكرهتموني وتبرأتم مني، وأبكي ويتقطع فؤادي، وأبكي الدم وأتحسر وأفقد الأمل.
ما السبيل يا إخوتاه ما السبيل؟ والله لقد تعبت، ولو أني أستطيع أن أدفع كنوز الأرض وأعيد بها الماضي وأصلح الغلط لدفعت.
ما السبيل فإني في حيرة.
أجيبوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فهون عليك أيها الأخ الكريم، فمهما كان ذنبك عظيما؛ فإن عفو الله تعالى أعظم، ورحمته سبحانه قد وسعت كل شيء.

ومن تاب بإخلاص وصدق؛ تاب الله عليه، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه، وقال الله تعالى: قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}.

فما دمت قد تبت صادقا، فثق بأن الله -تعالى- قبل توبتك وأقال عثرتك، وأحسن ظنك بربك -تعالى- وأقبل عليه مجتهدا في طاعته، مكثرا من الحسنات الماحيات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات.

نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات