من أقبل على الله أقبل الله عليه

0 29

السؤال

سؤالي حول القلب. تعلقت بغير الله، وابتليت بالحرام، والإصرار على المعاصي، وفي مرة عصيت الله، ولم أتب، ولا حتى استغفرت لذنبي.
أعلم أنها أسباب تغضب الله، وتسخطه علي، وأنا -الحمد لله- الله غير كل هذا في، وتغيرت بفضله، ولكن أحس أن في قلبي شيئا يمسكه، ويمنعني من رؤية الحق، وأحس أنه على حين غفلة سينهي لي قلبي، وأحيد عن الحق، شيء لا أدري ما هو. والله لو كانت صخرة على قلبي لكان أهون علي من هذا الذي فيه. فهل -رغم زيغ قلبي وعصياني- سيقبلني الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد

فإن الله تعالى يقبل كل من أقبل عليه، ومن تقرب إليه شبرا؛ تقرب الله إليه ذراعا، ومن تقرب إليه ذراعا؛ تقرب الله إليه باعا، ومن أتاه يمشي؛ أتاه الله تعالى هرولة، فهو سبحانه جواد كريم بر رحيم، فلا يرد سائلا، ولا يخيب آملا، فأحسن ظنك به تعالى، وثق بواسع جوده، وكرمه، وبره، وإحسانه.

واعلم أنه أرحم بالعبد من الوالدة بولدها، فأقبل عليه بكليتك، واستفرغ وسعك في مرضاته وطاعته، وما كان من ذنب لم تتب منه، فبادره بالتوبة النصوح، وأكثر من الحسنات الماحيات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات.

واحرص على أسباب رقة القلب، وبصيرته من لزوم الذكر، والابتهال، والتضرع إلى الله تعالى، وتعلم العلم الشرعي الموروث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومصاحبة الصالحين، والتقاط أطايب كلامهم، ودوام الفكرة في الرب تعالى، وأسمائه الحسنى، وصفاته العلا، وفقك الله لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات