السؤال
مشكلتي أنني كنت ملتزما قدر استطاعتي، حتى مرضت، وفقدت وظيفتي، وخسرت جزءا من مالي، وبعد أن تعافيت ظللت لمدة سنتين أدعو وأقوم الليل، ولم أحصل على وظيفة، وكنت في كرب عظيم، رغم محاولتي، وأخذي بالأسباب، ولكني بعد ذلك ارتكبت ذنبا في حق والدتي، وابتعدت عن العبادات، فوجدت الأمور قد تيسرت إلى حد كبير، وتحسنت ظروفي المادية، واستطعت الالتحاق بالدراسات العليا؛ رغم أنني لم أحصل على وظيفة بعد.
سؤالي هو: لماذا لم ييسر الله أموري إلا بعد معصيته، والابتعاد عنه؟ ما حكمة ذلك؟ هل هو غضبان علي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن ربك تعالى حكيم عليم، يضع الأشياء في مواضعها، ويوقعها في مواقعها، ويأتي كل شخص بما يناسبه، وما هو مؤهل له، ولعل هذا التيسير كان استجابة لدعائك السابق، فاحمد الله على فضله، وأقبل عليه، وعلق قلبك به، وأزل أثر تلك المعاصي، واجتهد في شكره تعالى، بصرف نعمه في مراضيه، واسترض والدتك، وبرها، وأحسن إليها؛ فإن برها من أوجب الواجبات.
واترك ما أنت مقيم عليه من المعاصي؛ طلبا لتوفيق الله تعالى، ومزيد فضله وإحسانه، ولا يغرنك الشيطان، فيزين لك المعصية؛ فتغضب ربك، ويمقتك -سبحانه- مقتا لا تصلح معه دنياك ولا آخرتك.
وبعض العصاة قد يستدرجهم الله تعالى بنعمه ليزين لهم سوء أعمالهم، فيأخذهم أخذ عزيز مقتدر، فإياك أن تكون ممن يملي الله له، ويستدرجه من حيث لا يعلم، ولكن عليك أن تستقيم على شرع الله، وتطيع أمره جهدك؛ فإن الخير كله بيديه سبحانه وبحمده.
والله أعلم.