فضل التمسك بالدين في زمن الغربة والاتهام بالتعنت

0 28

السؤال

قرأت عن حكم سفر المرأة بدون محرم، ورأيت أنه محرم، ووجدت استثناءات كثيرة، ولكن خشيت الانتقاء، واختيار الأسهل، فبادرت بالاستشارة.
أنا طالبة جامعية، أسكن بالقاهرة، وأقامت الجامعة رحلة إلى وادي الريان، نذهب إليه صباح الجمعة، ونكون عند الجامعة الساعة الثامنة مساء، ومعي صديقاتي.
فهل يجوز أن أسافر بدون أبي؛ لأنه ليس لي أخ؟ وهل يجوز السفر أصلا؟ فقد دفعت مبلغ الاشتراك، ثم تذكرت هذا الحكم، فأحببت أن أتأكد، وأخشى إن كان لا يجوز أن أتردد، فمواجهة أبي صعبة، وسيتهمونني بالتعنت والتشدد.
أرجو ألا أكون قد أطلت عليكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا نعلم أحدا من أهل العلم ممن يشترط المحرم في سفر المرأة، رخص لها في السفر للنزهة، أو السياحة، ونحو ذلك من دون محرم. 

وراجعي في ذلك الفتاوى: 67874، 134775، 118954.

وراجعي لمعرفة شروط جواز خروج الطالبات في الرحلات، الفتوى: 13456.

وأما صعوبة مواجهة الوالد، وخشية الاتهام بالتعنت والتشدد؛ فالجنة حفت بالمكاره، والنار حفت بالشهوات، والابتلاء سنة الله الماضية في خلقه للتمييز بين الناس، فطوبى لمن تمسك بالحق في زمن غربة الدين، وغلبة الفساد، وتغير الأحوال، وهنيئا له الأجر العظيم، والثواب الجزيل، فإن أجر الالتزام بالأحكام الشرعية في مثل هذه الأحوال حيث يقل الأعوان على الخير، يكون أتم وأكمل منه في البيئة الصالحة، حيث يكثر الأعوان على الخير.

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في (لطائف المعارف): أفضل الأعمال أشقها على النفوس، وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهد من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم، فسهلت الطاعات، وإذا كثرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس، فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها، ولهذا المعنى قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "للعامل منهم أجر خمسين منكم؛ إنكم تجدون على الخير أعوانا، ولا يجدون". وقال: "بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء". وفي رواية قيل: ومن الغرباء: قال: "الذين يصلحون إذا فسد الناس". اهـ.

وراجعي في ذلك الفتاوى: 73749، 332308، 58011

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات