نصائح وإرشادات للمبتلى في هيئته وصورته

0 16

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 22 عاما، شكلي لا يساعدني على التعامل مع الناس. أشعر أني وحيد، والناس يشفقون علي بسبب شكلي.
لا علاقة لي بالموضوع، فمن خلقني وخلقهم هو الله.
لماذا أتحمل ذنب شيء لست السبب فيه -أصبح الموت أمنية لي- ما ذنبي؟ شلكي لا يعينني على الحياة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يصلح بالك، وأن يفرغ عليك صبرا ورضا. ولا ندري ماذا تتحدث عنه هل هو أمر عادي تضخمه أنت، أم شيء ابتليت به حقيقة في شكلك؟.

ولو افترضنا أنه هذا الأخير: فاعلم أن ذلك إن كان، فهو امتحان لك من الله -تعالى-هل تقابله بالصبر، فتؤجر وترفع درجاتك، أم تقابله بالجزع والسخط، فتنال الوزر والإثم.

وإذا صبرت على ما أنت، صار خيرا لك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له. وإن أصابته ضراء، صبر، فكان خيرا له. أخرجه مسلم.

والجزع لن يفيدك شيئا، ولن يغير ما بك، ولن يرفع عنك واقعك، بل تنال به الإثم، مع العذاب النفسي، وطول الحزن والغم.

وانظر إلى غيرك ممن هو دونك، وأشد بلاء منك، من أصحاب الأمراض والعاهات والإعاقات وغير ذلك، فهذا يعينك على الرضا والصبر. ففي الصحيحين عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق، فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه. وفي رواية لمسلم: انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم.

وفي شرح مسلم للنووي: قال ابن جرير وغيره: هذا حديث جامع لأنواع من الخير؛ لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله -تعالى- وحرص على الازدياد؛ ليلحق بذلك، أو يقاربه. هذا هو الموجود في غالب الناس. وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها، ظهرت له نعمة الله -تعالى- عليه؛ فشكرها وتواضع، وفعل فيه الخير. اهـ.

وراجع في بيان ما يعين على الرضا بقضاء الله، واجتناب السخط والجزع، الفتويين: 409045 - 126361.

واعلم أن تمني الموت منهي عنه، فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. أخرجه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: لا يتمنى أحدكم الموت، إما محسنا فلعله يزداد، وإما مسيئا فلعله يستعتب. أخرجه البخاري.

وانظر الفتوى: 31194.

وينبغي لك الابتعاد عن سوء الظن بالناس، وانظر في هذا، الفتوى: 237766.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات