العجز عن ردّ المال لصاحبه لا يحول بين المرء والتوبة

0 13

السؤال

أنا فتاة من المحافظات على الصلاة والصيام، وفيما مضى كنت محافظة على قيام الليل أيضا، وابتليت مع مرور الأيام بعدم قدرتي على النهوض، وأود من كل قلبي أن أقوم كل ليالي عمري، وآخذ بالأسباب، فأضبط منبه الهاتف، لكني لا أسمعه، وعندما أستيقظ يكون قد فاتني وقت القيام.
وقد ابتليت بأخذ مال من أخي دون وجه حق، فأمي تخبئ مال أخي، وبما أنني فتاة ماكثة في المنزل، وليس لي دخل، وأبي لا يعطينا النقود كلما احتجنا، بل مرة في العام، أو مرتين فقط.
والمال الذي آخذه أشتري به ما يلزمني، وما بقي منه أشتري به أغراضا للمنزل.
وأنا -والله- نادمة على أخذي من هذا المال، وليس لي عمل، ولا مصدر أعيد به المال، ولا أستطيع مصارحة أمي وأخي؛ فأخشى من ردود فعلهما، والمشاكل التي ستحصل جراء اعترافي، وأحس أن سبب عدم إصلاح علاقتي مع الله؛ هو فعلي هذا، وأني حتى لو تبت، فلن يتقبل مني، أو لن يستجيب الله دعائي؛ فمأكلي حرام.
أحس أني بعيدة كل البعد عن الله بفعلي هذا؛ رغم صلاتي، وصيامي، وأخشى أن أموت على هذه الحال، فكيف أعمل؟ وما حكم الإسلام في كل هذا؟ أرجو منكم جوابا شافيا، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فباب التوبة مفتوح، والله عز وجل غفور رحيم، فما عليك إلا أن تصدقي في توبتك، وتحسني الظن بربك.

والعجز عن رد المال لصاحبه، مع الخشية من إخباره، والاستحلال منه: لا يحول بين المرء وبين التوبة!

والعمل عندئذ يكون باللجوء إلى تعالى في أن يرضي عنك خصومك يوم القيامة، مع كثرة الاستغفار، والأعمال الصالحة، قال الغزالي في (منهاج العابدين): ما أمكنك من إرضاء الخصوم، عملت.

وما لم يمكنك، راجعت الله سبحانه وتعالى بالتضرع، والصدق ليرضيه عنك؛ فيكون ذلك في مشيئة الله تعالى يوم القيامة، والرجاء منه بفضله العظيم، وإحسانه العميم: أنه إذا علم الله الصدق من قلب العبد؛ فإنه سبحانه يرضي خصماءه من خزانة فضله. اهـ. 

وراجعي في ذلك الفتويين: 325249، 336325.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات