السؤال
شكرا لكم على هذا الموقع المفيد.
أنا لدي مشكلة رافقتني طويلا. وهي أنني منذ أن تخرجت من الجامعة، وبدأت العمل، أولا: أجد صعوبة في إيجاد فرصة العمل، مقارنة بغيري، لدرجة أنني أشك في إمكاناتي، وأحاول تطوير معرفتي.
أيضا كثيرا ما ألقى معاملة سيئة من الذي يطلبني لمقابلة العمل، وبشكل غريب، فضلا عن كون الفرص التي تتاح لي تكون في شركات صغيرة، لدرجة أنني لم أكن أتخيل وجود مثل هذه الشركات عندما كنت في الجامعة، كما أنها مختلفة عن شركات زملائي.
وبعد أن أتوظف، غالبا تكون الشركة صغيرة، ودون الطموح. وأيضا أجد أن موظفي الشركة عاديون جدا، بل أجد أنني أفضل من كثير منهم. فلم أجد أنا صعوبة في التوظيف، وهم لا؟
ثم بعدها تحدث مشاكل كثيرة، تنتهي بفصلي من العمل، ولأسباب مختلفة؛ كأن يكون أحد الزملاء قد سعى لهذا، أو أن الشركة تمر بظروف مادية سيئة، أو أنها سوف تغلق.
وبعدها أخرج من الشركة لأبدأ معاناة البحث عن عمل من جديد. وكأن جزءا كبيرا من حياتي هو بحث عن عمل.
والغريب أنه تحدث تلك الأمور ضمن نموذج متكرر. مثلا أتوظف، وبعد ثمانية أشهر تبدأ المشاكل، وتنتهي بعد ثلاثة أشهر بخروجي من الشركة.
وكما أنني متغرب في الإمارات، وأسكن في بيت مستأجر بشكل مشترك، ويحدث نفس الشيء في السكن. تحدث مشاكل، وبعد فترة قصيرة أضطر لتغيير السكن. لتكون النتيجة هي أن حياتي سلسلة من التعب، والمشاكل، وعدم الاستقرار.
فما هو الحل لأخرج من هذه الدائرة؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعلاج ما تعاني منه بأمور.
فمنها: تقوى الله تعالى، والاجتهاد في طاعته، والتوبة من جميع المعاصي. فربما كان ما يصيبك بذنب ترتكبه، وأنت لا تشعر، وقد وعد الله المتقين بالفرج، والرزق، وتيسير الأمور؛ فقال تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا* ويرزقه من حيث لا يحتسب {الطلاق:2، 3}، وقال تعالى: ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا {الطلاق:4}، وقال تعالى: إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون {النحل:128}.
فأول ما يعينك على الخلاص مما أنت فيه تحقيق تقوى الله تعالى، ومنها الإكثار من الاستغفار؛ فإنه جالب للخير بإذن الله، كما قال تعالى حكاية عن هود -عليه السلام-: ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم {هود:52}.
ومنها: الاجتهاد في الدعاء، وسؤال الله تيسير الأمور؛ فالأمور كلها بيديه سبحانه، ومردها إليه، وحده لا شريك له، وهو الذي لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، وقد قال سبحانه: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده {فاطر:2}.
فادعه صادقا، مخلصا، متضرعا، فقد وعد الداعين بالإجابة، فقال -جل اسمه-: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم {غافر:60}، وقال تبارك وتعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان {البقرة:186}.
ومنها: الأخذ بالأسباب الحسية، والاجتهاد في التفتيش عن مصدر الخلل، فربما كان في معاملتك للناس بعض شيء تؤتى من قبله، وأنت لا تدري.
ومنها، أن تكثر من رقية نفسك، فربما كان بك شيء من الحسد، أو غيره.
فهذه بعض الطرق التي لو عملت بها رجونا أن يزيل الله عنك هذا البلاء بمنه وكرمه.
والله أعلم.