السؤال
أنا أعي أن حب الله مختلف تماما عن حب البشر، لكنني لا أعرف تماما ماهية حب الله.
ولدي فراغ يشغلني دائما وفي كل مكان، نتج هذا الفراغ بعدما أحببت فتاة أو عشقتها لدرجة أنني كنت أفكر في الانتحار، وأحسست أن الله يكرهني ويعذبني في الأرض؛ مما أدى إلى ارتدادي لسنة فقط ـ 2019ـ، وحتى بعد رجوعي إلى الطريق الصحيح ظللت أحس بذلك الفراغ؛ مما يؤدي إلى انجذابي لتلك الفتاة، مع العلم أنها هجرتني، ولم تكن أي مشاعر تجاهي.
أعرف أنما أفعله ليس صوابا، وأريد أن أتعلم كيفية حب الله تعالى، وهل حبه سيعوض أو يملأ ذلك الفراغ، وأكتفي بحبه فقط؛ لأن ذلك ما أريد؟ وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر ذنبك، ويلهمك رشدك، ويقيك شر نفسك.
وأما ما ذكرته فأولى خطوات علاجه هو: ما أشرت إليه من علمك وإقرارك بأنك مخطئ، وبحثك وسؤالك عن علاج لهذا الخطأ، وأول ما يبدأ به تحصيل كل خير والنجاة من كل شر، هو: اللجوء إلى الله تعالى، ودعاؤه، والتضرع إليه، فأعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأقرب الناس لتحقيق المراد أصدقهم وأكثرهم لله دعاء، ومن الأدعية النبوية المباركة التي ينبغي أن تكثر منها: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة قوم، فتوفني غير مفتون، أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك. رواه أحمد، والترمذي، وقال: حسن صحيح، سألت البخاري عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن صحيح. اهـ.
وأما ما بعد ذلك من كيفية الوصول إلى محبة الله تعالى والشعور بها، فراجع فيه الفتوى: 111261.
والله أعلم.