السؤال
هل عدم زيارة الأقارب أو التواصل معهم (بأي نوع من أنواع التواصل) مع وجود المحبة والمودة وعدم الشحناء، يعتبر من قطيعة الرحم؟
وما حكم زيارة الأقارب إذا كان يترتب عليه إثم كالاختلاط، أو النظر إلى القريبات وهن غير مرتديات للحجاب الشرعي الكامل؟ وهل زيارة بعض الأقارب يكفي عن زيارة الباقين؟
ما الحكم إذا كان عرف البلد الزيارة فقط في المناسبات؟
ملاحظة: أنا طالب أدرس في السنة الثالثة في الثانوية العامة (المرحة التي تحدد مصير الطالب) وفي بلدي يعذرون من كان في هذه المرحلة المصيرية من الزيارات، وأنا الآن لا أقوم بزيارة الأقارب أو التواصل معهم حتى في الأعياد (مع العلم أنني كنت أقوم بالزيارات قبل وصولي لهذه المرحلة)
وعلى الرغم من أني لا أزور أقاربي إلا إنهم لا يوجهون لي العتاب، وبعض أهلي يقوم بزيارتهم، وبهذا أعلم عن أحوالهم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قرر أهل العلم أن الصلة أو القطيعة يرجع في تحديدها إلى أعراف الناس، ولذلك فهي لا تنحصر في أمر معين.
جاء في كتاب بريقة محمودية: ومعناه: أي الوصل أن لا ينساها، أي الرحم، ويتفقدها بالزيارة وبالوصول إلى المنزل، أو الإهداء لما قدر عليه، أو الإعانة باليد أو القول، وأقله -أدناه- التسليم بنفسه عليه، أو إرسال السلام إن بعيدا، أو المكتوب، ولا توقيت فيه وقتا معينا، بل المعتبر العرف المألوف... اهـ.
ومن ترك التواصل بأي نوع من التواصل لا يكون واصلا، بل هو قاطع لرحمه.
قال القاضي عياض: وللصلة درجات بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة، وصلتها بالكلام ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب، ومنها مستحب، ولو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها لا يسمى قاطعا، ولو قصر عما يقدر عليه وينبغي له أن يفعله، لا يسمى واصلا. اهـ.
ووجود المنكر وما يحول دون القيام بالزيارة من أمر الانشغال بأمر الدراسة مثلا، لا يمنع من الصلة بالوسائل الأخرى.
ولا يجوز الاكتفاء بما ذكر من وجود المحبة والمودة وعدم الشحناء، فإن نهج ترك التواصل بالكلية يمكن أن يكون مدخلا للشيطان، وذريعة لزوال المحبة والمودة، وحلول الشحناء مكانها.
وزيارة بعض الأقارب لا تغني عن زيارة الآخرين، ما كانت زيارتهم ممكنة، فلا ينبغي الاكتفاء بهذه عن هذه.
ولمزيد الفائدة، نرجو مراجعة الفتوى: 45476، وهي عن ثمرات، وفضائل صلة الرحم.
والله أعلم.