من أراد الحياة السعيدة فعليه بحياة الإيمان وعمل الصالحات

0 26

السؤال

أنا فتاة عمري 17، أشاهد المحرمات منذ فترة، وأقسم أنني سأحاول وأقول إني لن أشاهد بعد اليوم، ولكن دون جدوى، ولا أصلي، وعلاقتي بربي ضعيفة، وعلاقتي بأهلي ضعيفة أيضا، وأريد أن أتخلص من هذه القذارة التي وقعت فيها، فأرجو أن تساعدني، فأنا في الثانوية العامة في الفرع العلمي، وأخاف جدا أن لا يوفقني الله بسبب أعمالي.
بدأت أشمئز من نفسي بشدة، وكلما حاولت الابتعاد عن المشاهد، والالتزام بالصلاة، أعود مجددا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فلنبدأ بما ذكرت من كونك لا تصلين، فأمر الصلاة عظيم، والتفريط فيها شيء خطير، حتى إن بعض أهل العلم قد ذهب إلى كفر من يتركها، ولو لمجرد التهاون، والتكاسل، كما بينا في الفتوى: 1145، والفتوى: 6061.

فالواجب عليك المبادرة للتوبة النصوح، والاستيقاظ من الغفلة، والمحافظة على الصلاة، وترك مشاهدة المحرمات، وراجعي أيضا الفتوى: 5450؛ ففيها بيان شروط التوبة.

وقد يكون تفريطك في الصلاة السبب فيما ذكرت من مشاهدتك المحرمات؛ فالمحافظة على الصلاة في وقتها، وأداؤها كما أراد الله تعالى، وكما جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يجعلها خير معين لصاحبها على اجتناب المنكرات، قال المولى تبارك وتعالى: اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون {العنكبوت:45}، وثبت في صحيح مسلم عن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والصلاة نور.

قال النووي: وأما قوله صلى الله عليه وسلم: والصلاة نور. فمعناه: أنها تمنع من المعاصي، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتهدي إلى الصواب، كما أن النور يستضاء به. اهـ.  

وإذا أردت أن تكوني من المحافظين على الصلاة؛ فهنالك أسباب، سبق أن أرشدنا إليها في الفتوى: 4307، فراجعيها.

وإذا رغبت في حياة سعيدة؛ فعليك بحياة الإيمان، وعمل الصالحات، فقد قال الله سبحانه: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون {النحل:97}.

وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: إن للحسنة ضياء في الوجه، ونورا في القلب، وقوة في البدن، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق.

 وفي المقابل فإن المعاصي سبب لعدم التوفيق، ونكد الحياة، كما قال الله عز وجل: ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى {طه:124}.

وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: وإن للسيئة سوادا في الوجه، وظلمة في القبر، والقلب، ووهنا في البدن، ونقصا في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق.

وإن صدقت الله تبارك وتعالى في الإقبال عليه؛ صدقك، ووفقك للخير؛ فهو القائل: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين {العنكبوت:69}.

وراجعي لمزيد الفائدة الفتاوى: 12928، 10800، 1208.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات