ينبغي على العبد المؤمن مراقبة خواطره

0 15

السؤال

أنا شاب عمري 17 سنة، تبت العام الماضي، وكنت أحافظ على صلواتي، وأخشى ربي سرا وعلانية، ولا أعق والدي، وأقوم الثلث الأخير من الليل، وأقرأ القرآن يوميا، وبعد دخول عام 2022 أصبحت أفكر في الجنس وأتخيله، مع العلم أنني أحاربه دائما، علما أنني لا أريد التفكير فيه، ولكن عقلي يفكر، وأخاف أن أكون آثما بهذه الأفكار والوساوس عن الزنى، وأستحي من الله لكثرة رجوعي لمعاصيه، وقد أهلكتني هذه المعصية -المواقع الإباحية، والاستمناء- وأحتقر نفسي، وأتهاون في الصلاة، وأرى أني أسقط من عين الله، فبماذا تنصحونني؟ وهل سيغفر لي الله؛ لأني أتوب، وأعود لنفس الذنب؟ بل إنني أشاهد الإباحيات، وأستمني طيلة النهار، وسمعت حديثا صعقني، لا أتذكره جيدا -عن ثوبان -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أقوام يأتون يوم القيامة بجبال من حسنات أمثال تهامة بيضاء ...- وأريد الآن أن أكفر عن تلك الذنوب، فأنا متحسر جدا، وأخاف من سوء الخاتمة، فماذا أفعل؟ وسمعت من أحد المشايخ أن التوبة لا تقبل حتى ترجع للناس أشياءهم، وقد كنت في سن الخامسة عشر والسادسة عشر -قبل أن أتوب لله- أسرق الناس، وأكذب، وأحلف بالكذب، مع العلم أنني كنت جاهلا، فقد كنت أسرق من أناس غربيين لا أعرفهم عبر المواقع، فكيف أكفر عن تلك الذنوب، وتقبل توبتي، ويرضى عني رب العالمين؟ فأنا أخاف أن أموت على هذه الأشياء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فباب التوبة مفتوح، لا يغلق في وجه أحد؛ فعليك أن تتوب إلى الله توبة نصوحا من جميع هذه الذنوب، وخاصة التهاون بالصلاة؛ فإن التفريط في الصلاة، والتهاون فيها؛ من أعظم الموبقات، وانظر الفتوى: 130853.

وإذا تبت توبة نصوحا صادقة؛ فإن الله يتوب عليك، وترجع من ذنبك كمن لم يذنب.

وعليك أن تكف عن مشاهدة المحرمات، وفعل الاستمناء.

ويعينك على ذلك شغل وقت الفراغ بالنافع من الأعمال الدينية، والدنيوية.

ويعينك على ذلك مصاحبة الصالحين، ولزوم الذكر، والدعاء.

ومجرد التخيلات التي تغلب عليك؛ مما لا تأثم به، لكن ينبغي لك حراسة هذه الخواطر؛ فإن رد الخاطرة أسهل من ردها بعد استفحالها، وصيرورتها هما، أو عزما جازما، وانظر الفتوى: 150491.

وأما ما سرقته؛ فما دمت تجهل من سرقت منهم؛ فعليك أن تتصدق بهذا المال للفقراء والمساكين؛ وبذلك تبرأ ذمتك -إن شاء الله-.

نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات