السؤال
أنا شاب تربيت على تعاليم الدين، ولكن الله ابتلاني بذنوب كثيرة، كالانقطاع عن الصلاة فترات، والكذب في العمل، والشتم، ومشاهدة الأفلام الإباحية، وممارسة العادة السرية، وكل فترة أتوب، وأعاهد ربنا بعدم الرجوع للذنوب مرة أخرى، وكنت في كل مرة أجد أثرا للتوبة علي -كالتأثر، والشعور بتحرك القلب-، لكني أخلف عهدي مع ربنا، وأعود مرة أخرى، وكنت أرى أثر الذنب في حياتي -إما في مشكلة في العمل، وإما في تعب الأولاد-، فأستغفر وأتوب مرة أخرى، وأنتظم في الصلاة في مواعيدها، لكن ليس في المسجد، إلى أن قرأت عن عذاب القبر، فتأثرت وانتظمت في الصلاة في المسجد، وابتعدت عن المحرمات، وصرت أصلي النوافل، وأدعو ربنا أن يغفر لي، لكني لا أجد أثرا في نفسي أو قلبي، ولا أتأثر بالقرآن، وأسرح في الصلاة؛ رغم أني أجتهد أن أذهب مسرعا إلى المسجد عند سماع الأذان.
وهناك صوت دائم من داخلي يقول لي: أنت تفعل هذا لأجل أن يراك الناس، ويقولون: هذا الرجل يصلي، فأستعيذ بربنا كثيرا من الشيطان، لكن وسواس نفسي والشيطان لا يتركني في حالي.
وما يشعرني أن هناك مشكلة كبيرة أني أستيقظ لصلاة الفجر، ولا أستطيع أن أذهب لصلاتها في الجامع وأنام، وأدركها قبل الشروق بالكاد.
أنا الآن أشعر أن الباب قد أغلق في وجهي، ولا يوجد أمل؛ لأني خالفت عهد ربنا الذي عاهدته كثيرا؛ لكني في نفس الوقت أقول: يا رب، ليست لي فرصة إلا أن تفتح لي، وتعفو، فهل لي أمل؟ وهل هناك كفارة للعهود التي لا حصر لها التي عاهدت الله عليها؟ وهل هناك سبيل لتعويض الصلاة التي انقطعت عنها فترة كبيرة؟