الحصول على الدرجة الكاملة في الامتحان لا يتوقف على مجرد الاجتهاد والتعب

0 11

السؤال

أنا طالبة في الثانوية العامة، أنعم علي الله سبحانه وتعالى بسرعة الفهم والحفظ، فكانت درجاتي طول السنين -منذ الابتدائية إلى السنة الماضية- كاملة، أو شبه كاملة، إلى أن وصلت إلى هذه السنة، ورأيت تعلق آمال والدي علي، وأملهما بأن أحصل على العلامة الكاملة، فخفت وصرت أتهرب من الدراسة، ولم أدرك خطئي إلا الآن، ولم يبق على زمن الامتحانات سوى شهرين تقريبا، وقد عقدت العزم، وتوكلت على رب العالمين، وبدأت الدراسة الجدية، وغايتي رضا الله أولا، ثم فرحة أهلي ثانيا، ولم أذهب ثانية من وقتي إلا في الدراسة، أو التعبد لله، فهل يكرمني الله بالعلامة الكاملة -وأنا أعلم من قدراتي أنني يمكنني أن أحصلها بدراستي بإذن الله تعالى- أم يكون في هذا شيء من الظلم -تعالى الله العدل عن الظلم- لصديقتي -وفقها الله- التي تجتهد من أول السنة، وإلى الآن علاماتها في الاختبارات الجزئية كاملة؟ وهل من الممكن أن نحصل كلانا على العلامة الكاملة، رغم أنها تعبت أكثر مني؟ أستغفر الله إن كنت أخطأت، لكني أحمد الله، وأشكره على كل حال.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فليس في حصولك على العلامة الكاملة شيء من الظلم، لا لصديقتك، ولا لغيرها؛ فإن ذلك لا يعتمد فقط على قدر التعب والجهد، أو ما يبذل في المذاكرة من الوقت، وإنما هو أولا توفيق الله تعالى، وتيسيره، وقضاؤه، وقدره، ثم القدرات الذهنية والبدنية التي يتفاوت فيها الناس تفاوتا عظيما، ثم مواضع الأسئلة التي يختلف الناس في استيعابها، واستحضارها.

والذي ننصحك به هو أن تدعي عنك هذا التفكير الذي لا طائل من ورائه.

وعليك بالاستعانة بالله تعالى، والصدق في دعائه، ثم الجد، والاجتهاد، وبذل الوسع في الدراسة، والتركيز فيها، ثم بعد ذلك الرضا بالنتيجة أيا كانت.

وفقك الله لما يحب، ويرضى، ويسر لك الخير حيث كان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات