التوبة من لعن أهل بلد كامل

0 11

السؤال

لعنت أهل إحدى الدول، فكيف أتوب إلى الله؟ وهل يغفر الله لي؛ فيتعذر علي طلب الصفح من شعب كامل؟ وإذا دعوت لهم، فهل يدخل ذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها" أم لا؟ وهل الله تعالى لا يغفر هذه الذنوب أبدا إلا بالاستحلال؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

  فاللعن ليس أخلاق المسلم بل عليه أن يعود نفسه على حفظ لسانه عنه وعن كل قول بذيء فاحش، لقوله صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء." رواه الترمذي وهو حديث صحيح.

فلا يجوز له أن يلعن شخصا بعينه بغير حق ولا أن لعن أهل أي بلد بعمومهم.

لكن  لا يوجب حقا لكل أفراد البلد على اللاعن، فلا يجب -ولا يمكن أصلا- أن يستحل كل واحد منهم، ولا يقتص كل أفراد البلد في الآخرة من اللاعن،

فالتوبة من لعن أهل بلد، كالتوبة من سائر الذنوب التي بين العبد وبين ربه، تحصل بالندم على ما سلف، والإقلاع عنه، والعزم على عدم العودة إليه.

وإن استغفرت لأهل ذلك البلد، ودعوت لهم؛ إمعانا في إبراء ذمتك؛ فقد أحسنت، وانظر الفتوى: 450445.

وراجع في علاج الوسوسة الفتوى: 271810.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات