هل للمخلوقات الأخرى أرواح - الفرق بين الروح والنفس والجسد

0 388

السؤال

ما الفرق بين الروح والنفس والجسد، وهل للمخلوقات الأخرى أرواح، فإذا كان الجواب نعم فهل هناك فرق بينها وبين روح الإنسان؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالروح والنفس بمعنى واحد: وهي الطاقة أو القوة المدبرة المحركة للجسد، فإذا فارقته بالموت خرجت منه الحياة وأصبح جثة هامدة، وهي من أمر الله تعالى تسري في الجسم كما يجري الماء والبلل في الأغصان والأوراق....

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلاما معناه: تسمى نفسا باعتبار تدبيرها للبدن، وتسمى روحا باعتبار لطفها...

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما نام عن الصلاة: إن الله قبض أرواحنا حيث شاء، وردها حيث شاء. وقال بلال: يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك، وقال الله تعالى: الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون [الزمر:42]، وتسمى نسمة أيضا كما في حديث المعراج: أن آدم عليه السلام إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى، وأن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: هذه الأسودة نسم بنيه (أرواحهم) عن يمينه السعداء، وعن يساره الأشقياء.، وفي حديث علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة. 

وقد يعبر بالنفس عن ذات الشيء وعينه فيقال: رأيت فلانا نفسه وعينه.... وقد يعبر بالنفس عن صفاتها المذمومة عند بعض المتأخرين مثل اتباع الهوى، بتصرف من مجموع الفتاوى. 

وأما الجسد فلا يلتبس بالروح والنفس، فهو الجسم المحسوس القائم بنفسه سواء كان لإنسان أو حيوان....

وبخصوص المخلوقات الأخرى غير الإنسان، فإن الملائكة والجن لهم أرواح لكنها مختلفة، فالملائكة خلقوا من نور لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وهم مظهر من مظاهر الرحمة، وبالعكس من ذلك الجن فإنهم خلقوا من نار، فمنهم المسلمون والكافرون، ومنهم الصالحون والفاسقون، وإذا كان القصد بالروح: القوة المحركة للجسم فإن الحيوانات والطيور لها أرواح إذا فارقتها بالموت أصبحت جثثا هامدة، والنبات والأشجار لها نوع من الحياة لا يسمى روحا وإنما يسمى حياة تسرى في أجزائه بالماء إذا فارقه ذبل وسقط، كما قال الله تعالى: أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون [الأنبياء:30]، وبالإمكان أن تستفيد من الفتوى رقم: 14694، والفتوى رقم: 17968.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة