أضرار المعاصي وشؤم عاقبتها

0 17

السؤال

في بعض الأحيان أشاهد المعاصي وأستمع لها في الجوال -أسأل الله الهداية- ويأتيني تنبيه أثناء المشاهدة والاستماع لذكر الله، والصلاة على النبي صلى عليه وسلم، وتأتيني من برامج وضعت عليها تنبيهات، فأتوقف عن مشاهدة ما أفعله، وما أسمعه، وأذكر الله، ثم أرجع إلى ما كنت أفعل -أستغفر الله- فما حكم ما أفعله؟ وهل علي إثم، مع أنني لا أستطيع تجاهل التنبيه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يهديك، وأن يغفر لك، وأن يوفقك للتوبة النصوح.

واعلمي أن الله عز وجل من أسمائه التواب، وهو سبحانه يحب التائبين، قال تعالى: إن الله يحب التوابين {البقرة:222}.

وهو تعالى يفرح بعبده إذا تاب إليه، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة، فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح. أخرجه الشيخان، واللفظ لمسلم.

وإذا استحضرت ضرر المعاصي وشؤم عاقبتها في دينك، ودنياك، وآخرتك هان عليك البعد عنها، فإن للمعاصي عقوبات معجلة في الدنيا، سوى ما ينتظر العاصي في الآخرة، ومن ذلك ما ذكره ابن القيم في الفوائد بقوله: قلة التوفيق، وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم، ولباس الذل، وإهانة العدو، وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم، وضنك المعيشة، وكسف البال، تتولد من المعصية، والغفلة عن ذكر الله، كما يتولد الزرع عن الماء، والإحراق عن النار. اهـ.

وأما توقفك عن مشاهدة واستماع المحرمات من أجل ذكر الله سبحانه، فلا إثم عليك فيه، بل هو عمل صالح مبرور -إن شاء الله- إن كنت تذكرينه سبحانه وتعالى بخوف ووجل مما أنت فيه، ولعله يكون سببا في إقلاعك عن تلك المحرمات، وتكفير إثمها، وانظري للمزيد الفتوى: 405844.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات