المؤاخذة بالعزم المؤكّد على فعل المعصية

0 4

السؤال

نذرت نذرا لله، بأن وعدت الله بيني وبين نفسي بأن أترك معصية ما، وذات يوم كنت على وشك ارتكاب تلك المعصية؛ فجاءني عائق خارجي حال دون تمكني من فعلها، وبعد ذلك، شعرت بندم شديد؛ لأنني كنت على وشك ارتكابها، ولم أعد إلى فعلها أبدا -بفضل الله-، فهل يجب علي صيام كفارة يمين في هذه الحالة أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن حديث الإنسان بينه وبين نفسه، لا مؤاخذة فيه، ولا يترتب عليه إثم، إذا لم ينطق بشيء؛ لما ثبت في الصحيحين، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت أنفسها، ما لم تتكلم، أو تعمل به.

فإذا كان المقصود أن ما صدر منك مجرد حديث نفس، ولم تتلفظي بأي كلام، فلا يعد ذلك يمينا، ولا نذرا، ولا يترتب عليه شيء، بل لو كنت تلفظت بالوعد المذكور؛ فلا يلزمك شيء أيضا؛ لأنك لم تفعلي المعصية -والحمد لله-.

لكن اعلمي أن العزم المؤكد على المعصية، يكتب سيئة عند الله تعالى، فمن هم بمعصية، ثم حيل بينه وبين فعلها لأمر خارج عن قدرته، وكان قد بذل مقدوره في تحصيلها؛ فلا ريب في كونه آثما مستحقا للعقوبة.

وقد اختلف العلماء، هل هو كمن باشر المعصية بالفعل، أو يكون دونه في الإثم، فيستحق دون ما يستحقه المباشر للفعل من العقوبة؟ وللجواب عن ذلك، انظري الفتوى: 186039.

فتوبي إلى الله سبحانه، وراجعي للفائدة الفتاوى التالية296341، 361156، 114475.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات