قصة مختلَقة معناها حسن

0 0

السؤال

لدي تساؤل حول صحة قصة كانت منتشرة منذ مدة، ومفادها: كان سهيل بن عمرو مسافرا مع زوجته، وفي الطريق اعترضهما قطاع طرق، فربطوهما، وأخذوا كل ما معهما من مال وطعام. ثم جلس اللصوص يأكلون ما حصلوا عليه، فلاحظ سهيل أن قائدهم لا يشاركهم الأكل، فسأله: لماذا لا تأكل معهم؟ فأجابه: إني صائم! فدهش سهيل، وقال له: تسرق وتصوم؟! فقال: إني أترك بابا بيني وبين الله، لعلي أدخل منه يوما ما. ثم تركهم اللصوص ومضوا في سبيلهم.
وبعد عام أو عامين، رأى سهيل قائد اللصوص في موسم الحج عند الكعبة، وقد أصبح زاهدا عابدا، فعرفه، وقال له: أو علمت؟ من ترك بينه وبين الله بابا، دخل منه يوما ما. فما صحة هذه القصة؟ وهل معناها صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبعد البحث لم نجد للقصة المنسوبة لسهيل بن عمرو -رضي الله عنه- مع قاطع الطريق إسنادا تروى به؛ لا صحيحا، ولا ضعيفا، ولا موضوعا! والظاهر أنها مختلقة من وضع القصاص.

والمعنى الحسن في القصة أن الإنسان إذا كان مبتلى بمعاص، ما تزال نفسه تغلبه عليها، فالواجب عليه أن يزاحمها بما تيسر من الطاعات؛ عسى الله أن يعينه على نفسه، ويوفقه للتوبة منها، فمن مكايد الشيطان أن يصد الإنسان عن الخير، ويسول له أنه لا جدوى من الطاعة طالما أن عنده ذنوبا ومعاصي.

والمقصود أن يواصل العبد السير إلى الله تعالى ولو مع عرج! ولو حبوا! وقد روى الإمام أحمد في (مسنده) عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن فلانا يصلي بالليل، فإذا أصبح سرق، قال: إنه سينهاه ما تقول!. وانظر الفتويين: 31303، 162863.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات