0 248

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أنا شخص في الخامس عشر من عمري.. وقد راسلتكم في مسألة تخص الشذوذ الجنسي .. وأنا الحمد لله تركت فعل اللواط تماما منذ فترة وصرت والحمد لله محافظا على الصلاة جماعة في المسجد .. ولكن ما زلت أعاني بمسألة الشهوة اتجاه أصدقائي المردان رغم أنه لا أفكر أبدا بفعل اللواط .. ولكن أنتم قلتم إنه علي أن أقاطعهم وهذا أمر صعب جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا بالنسبة لي .. لأنهم من أعز أصدقائي ولا أستطيع هذا ..
أفيدوني جزاكم الله خيرا.. فأنا مصاب في هذا الوقت بالغم والهم اتجاه هذا الموضوع .. وهل الإكثار من الدعاء قد يكون علاجا ..
وجزاكم الله خيرا ..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الدنيا دار ابتلاء وعناء، وهي إلى زوال وفناء لا تكتمل فيها لذة، ولا يطيب فيها عيش، والعاقل من شمر عن ساعد الجد وبادر إلى طاعة ربه، وأيقن أن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل، وأن العبد يجازى على الصغيرة والكبيرة. قال تعالى: ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا {الكهف: 49}.

وأخبرنا الله عمن يقول يوم القيامة: يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون {الأنعام: 31}.

وإن من تأمل الجنة وما فيها من نعيم مقيم هان عليه ترك كل محبوب يغضب الله عز وجل، ففي الحديث القدسي-: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وقال سبحانه في وصف الجنة: وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون {الزخرف: 71}.

وإن من ذكر الموت وشدته، ومفارقة الروح للبدن وغرغرتها، والنزع وألمه ما تلذذ بحرام أبدا، ولأقض ذكر الموت مضجعه، ولما استرسل فيما حرم الله عليه، ولما استصعب تركه ومفارقته، فكل لذات المعاصي تنسى ويبقى عقابها، وكل متاعب الطاعات تنسى ويبقى ثوابها، والخاسر من خسر نفسه في نار الجحيم بلذة يقترفها، ووقع في غضب الله بشهوة يمارسها.

وإن ما ذكرته من عدم قدرتك على قطع العلاقة نهائيا مع أصدقائك المردان دليل على ضعف إيمانك وقلة يقينك، فنذكرك بالله الذي ترتعد فرائص المؤمنين عند ذكره، وتقشعر من كلامه جلودهم، وتوجل القلوب عند استشعار عظمته وقهره واطلاعه على العباد، فخذ نفسك بالشدة والتزم النصائح الواردة في الفتوى: 56002 وما تفرع عنها من فتاوى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات