0 370

السؤال

شكرا لكم على هذا الموقع الطيب وأرجو أن تفيدوني في موضوع حسن وسوء الخاتمة، وسؤالي هو هل سوء الخاتمة يمكن أن يصيب شخصا عبد الله طوال عمره، يعني مثلا حديث الرسول عليه الصلاة والسلام والذي معناه أنه يمكن لأحد أن يعمل عمل أهل الجنه ويكون من أهل النار ويمكن لأحد أن يعمل عمل أهل النار ويكون من أهل الجنة هل هذا بشكل عام يعني لا توجد شروط أو علامات معينه تدل على أنه من أهل الجنة أو من أهل النار وماهي الأعمال التي تؤدي إلى حسن الخاتمة. وبارك الله فيكم وجزاكم كل خير وجعلنا من أصحاب حسن الخاتمة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمعنى الذي ذكرته ثابت في عدة أحاديث منها حديث سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة. متفق عليه . ومنها حديث ابن مسعود في الصحيحين: فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار.

واعلم أن الخاتمة تكون ميراث السوابق كما سبق بيانه في الفتويين: 56824 ، 4001. قال الحافظ في الفتح : قال عبد الحق في كتاب العاقبة: إن سوء الخاتمة لا يقع لمن استقام باطنه وصلح ظاهره؛ وإنما يقع لمن في طويته فساد أو ارتياب، ويكثر وقوعه للمصر على الكبائر والجريء على العظائم، فيهجم عليه الموت بغتة فيصطلمه الشيطان عند تلك الصدمة فقد يكون سببا لسوء الخاتمة نسأل الله السلامة، فهذا محمول على الأكثر الأغلب. اهـ.

فمن عبد الله طويلا وصلحت سريرته يوفق للخير ويختم له بخير في الغالب ـ إن شاء الله ـ قال الله تعالى: فأما من أعطى واتقى*وصدق بالحسنى*فسنيسره لليسرى {الليل:5ـ7}. ولحسن الخاتمة علامات قد سبق ذكرها في الفتوى رقم: 29018، ولكن الخلو من علامات حسن الخاتمة لا يدل على سوئها وراجع الفتوى رقم: 50241، ومن الأعمال التي تقود إلى حسن الخاتمة، الاستقامة على شرع الله وحسن الطوية والإخلاص ودوام التوبة والاستغفار والمواظبة على الأعمال الصالحة. وراجع لزاما الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30385 ،30035 ، 29439 ، 35312.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات