الواصل مأجور والقاطع مأزور

0 323

السؤال

أولا: أهنئكم ونفسي بهذا الموقع المتميز ونسأل الله لنا ولكم التوفيق، أنا والحمد لله متزوج منذ أحد عشر عاما ولدي من الأبناء أربع وتكمن مشكلتي بأني شقيق من جهة الأم لسبع بنات وأخ، علما بأني وحيد والدي الذي انفصل عن والدتي منذ طفولتي الأولى وهو متوفى منذ أن كان عمري أربعا والحمد لله ترك لي إرثا جيدا، ومنذ عامي الأول من الزواج حدثت مناكفات بين شقيقاتي وزوجتي وتطورت إلى وقوف والدتي في صف بناتها وشقيقي أيضا وهم الآن مقاطعونني تماما لا يشاركونني في فرح ولا ترح مع أني في بداية الأزمة وجدت معاناة في استقبال والدتي عندما أقوم بزيارتهم ولم أتوقف حتى بقي الاستقبال جيدا الآن بحكم عدم انقطاعي أبدا عنهم ولكني وللأمانة حصرت تعاملي مع والدتي فقط حتى عند زيارتي لهم لو لم أجدها أغادر المنزل فورا استمرت هذه الأزمة لمدة عشرة أعوام وحتى الآن لم تزرني والدتي في منزلي طول هذه الفترة، مع أني في كل مناسبة أقوم باصطحاب أسرتي الصغيرة لعل وعسى ينصلح الحال، ولكن هيهات، الآن بدأت أشعر بأني فعلا منبوذ من أشقائي لأني لم ألمس منهم الشعور بتقصيرهم اتجاهي وأسرتي الصغيرة مع كبر الأبناء أحس بأن الجفوة ستتسع الشقة بيننا، علما بأن شقيقاتي منهن الآن اثنتان تزوجتا وقريبا يرزقن بأبناء ولن يكون هناك تواصل بينهم وتواصل أبنائي الآن مع أهلهم من جهة والدتهم فقط ولا صلة البتة مع أهلي، مع الوضع في الاعتبار أن أهلي من جهة والدي منقرضون أما من جهة الوالدة فهم طبعهم جاف، وهذا لمسته منذ طفولتي التي قضيتها في كنف عمتي ولم أسكن مع والدتي إلا بعد وفاة عمتي هذه، أي حتى صار عمري 16 عاما والآن أنا ميسور الحال وأعمل محاسبا في شركة، وسؤالي هوهل هذه القطيعة سببها وضعي الاجتماعي أم التربية المنفصلة بيني وبينهم وما هو ذنب الأطفال في هذه الأزمة حتى يشبوا في مجتمع مريض، مع أنهم الآن لا علاقة تربطهم مع شقيقاتي البتة؟ أخيرا نسأل الله لنا ولكم التوفيق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يصلح حالكم وأن يؤلف بين قلوبكم، وأعلم أخي أنك بصلتك لرحمك مأجور وهم بقطيعتهم لك آثمون، والذي نوصيك به هو أن تداوم على صلتهم ولو قطعوك، ما لم يكن في صلتك لهم ما يجر عليك الأذى، فلك حينئذ أن تقطعهم دفعا للضرر عنك، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 54580، 55182، 13685.

واجتهد أن يكون أولادك على صلة بعماتهم وأعمامهم إلا أن يكون في الصلة ضرر كما سبق فلا مانع من الحيلولة بينهم وبين من ذكر، ولا ذنب لأولادك في هذا الواقع ولكن هذا قدرهم، وعلى المسلم في مثل هذه الحالات أن يعرف حكم الله تعالى، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة