السؤال
أنا شاب عمري 29 سنة ضيعتها في المخدرات بيعها وشرائها واستعمالها والآن تبت إلى الله ولا أريد أن أرجع إلى تلك المعصية فأرجوكم ساعدوني كما أن أصحاب الشيطان يدورون علي ويريدوني أن أعود إلى الشيطان..وأنا أريد أن أقضي بقية حياتي في الدعوة إلى الله وحفظ كتابه وسنة نبيه أريد أن أصرف على أبي وأمي وإخواني بالحلال وأريد أن أستر على نفسي وأتزوج بالحلال بدل الحرام وأن يرزقني الذرية الصالحة للإسلام والصحبة الصالحة التي تساعدني على ديني ودنياي أو أن تعرفوني على إخواني من المسلمين الذين يستطيعون مساعدتي في سبيل الله والدعوة في سبيله وجزاكم الله خيرا.....
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله الذي من عليك بنعمة التوبة من قبل أن يدهمك الموت، وحينئذ لاينفع الندم، ونبشرك بأن الله يفرح بتوبة عبده إذا جاءه تائبا نادما، قال تعالى: ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم {التوبة104} وقال سبحانه: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما {النساء: 110}. وقال أيضا: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر: 53}.
قالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، بل إن الله يبدل سيئاته الماضية إلى حسنات. قال تعالى: ومن يفعل ذلك يلق أثاما (68) يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا (69) إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما {الفرقان: 68-70}
هذا، وإن للتوبة النصوح شروطا انظرها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9694، 5450، 29785.
واعلم أن من تمام توبتك أن تنخلع من رفقة السوء وأعوان الشيطان، وأن تفتش عن الشباب الصالحين رواد المساجد، فتنتظم في سلكهم وتعبد الله معهم وأد الفرائض كلها وأهمها الصلاة، ولتكن في جماعة، واقرأ القرآن بتدبر، وليكن لك فيه ورد ثابت يوميا، واذكر الله كثيرا، وحافظ على الأذكار الموظفة، وتجدها في حصن المسلم للقحطاني، وأكثر من سماع الأشرطة الإسلامية التي فيها العلم النافع والموعظة الحسنة.
والله أعلم .