يقبل الله توبة العبد ما لم يغرغر

0 343

السؤال

هل التوبة من ذنب الزنا ثم العودة إليه ثم التوبة هل سيستمر الله فى تقبل التوبة مني عن هذا الذنب كلما أتوب وهل تقبل صلاتي وصيامي رغم أني لازلت على علاقة مع هذا الشخص وكيف أتخلص من تعلقي به، وكلما أعاهد نفسي عن عدم العودة رغما عني أعود إليه فكيف الخلاص أفيدوني أفادكم الله؟ وجزاكم عني كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ارتكاب جريمة الزنا يعتبر كبيرة من أكبر الكبائر وفاحشة من أقبح الفواحش، وقد حذر الله عز وجل في محكم كتابه من مجرد الاقتراب منه فما بالك بالوقوع فيه، قال الله تعالى: ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا {الإسراء:32}، وفي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن، ولا يقتل وهو مؤمن. قال عكرمة: قلت لابن عباس: كيف ينزع الإيمان منه؟ قال: هكذا وشبك بين أصابعه ثم أخرجها، فإن تاب عاد إليه هكذا وشبك بين أصابعه. وفي رواية للبخاري ومسلم: والتوبة معروضة بعد.

فإذا تاب العبد توبة صادقة بشروطها فإن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، أي ما لم يكن في حالة الاحتضار وظهور علامات الموت، وقد رغب الله عز وجل عباده في التوبة والرجوع إليه بقوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}، وقال تعالى: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين {البقرة:222}.

وشروط قبول التوبة: الندم على ارتكاب الذنب، وعقد العزم الجازم على ألا يعود إليه أبدا، فيما بقي من عمره والشرط الثالث: الإقلاع والابتعاد عن الذنب وأسبابه وكلما يؤدي إليه، فإذا توفرت هذه الشروط فإن التوبة مقبولة إن شاء الله تعالى ولو عاد العبد لضعفه وغلبة هواه ثم تاب توبة نصوحا مستكملة الشروط فإن توبته مقبولة.

أما إذا لم يحصل ندم على ما فات، ولم يقلع عن الذنب ويجزم جزما قاطعا على عدم العودة إليه فإنه يعتبر متلاعبا ولا توبة له ما لم تتوفر شروط التوبة كلها، وعلى العبد أن يتذكر بغتة الموت ويبادر بالتوبة النصوح قبل فوات الأوان.

والواجب على هذه السائلة أن تبتعد بالكلية عن هذا الشخص وتقطع كل العلاقات والأسباب التي تؤدي إلى الاتصال به، وتلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والتقرب إليه بالفرائض وما استطاعت من أعمال الخير والنوافل لعل الله تعالى يغفر لها ويتقبل منها فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات