السؤال
أنا إنسانة ملتزمة والحمد الله ولكن رغم ذلك أحب الاغاني كثيرا ولكن أجاهد نفسي كثيرا كي لا أسمعها ولا أقوم أبدا بوضع على قناة أغاني أو أن اضع شريط أغاني بالمسجل ولكن المشكلة أن أهلي كلهم يسمعون الأغاني ولايقتنعون أنها حرام ودائما في التلفاز يضعون عليها وحتى في المسجل سواء في المطبخ أوالغرف أو أي مكان فهل علي ذنب رغم أني لست من أضع عليها بالتلفاز أو المسجل . وإن كنت في نفس المكان الذي فيه الأغاني هل علي ذنب رغم عدم رغبتي في سماعها وهذا لا يعني أني لا أحب الأغاني ولكن لأني أعلم أنها حرام أجاهد نفسي على أن لا أسمعها والمشكلة أن الوقت الوحيد الذي أرى فيه أبي في الليل بعد عودته من العمل يضع على روتانا طرب فأضطر للجلوس معه لأنه الوقت الوحيد الذي أراه فهل أنا مذنبة أم يجب أن أبتعد عن أهلي وأن أجلس في حجرتي بعيدا عن سماع الأغاني التي أحيانا أسهو وأندمج معها ولكن عندما أنتبه لنفسي أستغفر الله فأنا حائرة ماذا أفعل فأغلب وقت أهلي على التلفاز أو في حجراتهم يسمعون الأغاني سواء أثناء دراسة أوعمل في المنزل فهل أنا آثمة هل أقاطعهم وأبتعد عنهم ماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالغناء مزمار الشيطان يستخدمه في صد الناس عن القرآن والهدي، إضافة إلى أن الغناء ينبت النفاق في القلب. يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: اعلم أن للغناء خواص لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق، ونباته فيه كنبات الزرع بالماء. فمن خواصه: أنه يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه، فإن الغناء والقرآن لا يجتمعان في القلب أبدا لما بينهما من التضاد. فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى، ويأمر بالعفة، ومجانبة شهوات النفوس، وأسباب الغي، وينهى عن اتباع خطوات الشيطان. والغناء يأمر بضد ذلك كله، ويحسنه، ويهيج النفوس إلى شهوات الغي فيثير كامنها، ويزعج قاطنها، ويحركها إلى كل قبيح، ويسوقها إلى وصل كل مليحة ومليح، فهو والخمر رضيعا لبان، وفي تهييجهما على القبائح فرسا رهان... إلخ. انظر إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لابن القيم (1/352).
وبناء على ما سبق فإننا ننصحك ـ أيتها الأخت الكريمة ـ بمغادرة المحل الذي يسمع فيه الغناء حسب الإمكان، فتقعدين في غرفة أخرى غير التي يوجد فيها الغناء إن أمكن ذلك. وعليك أن تنكري هذا المنكر حسب استطاعتك، وحاولي أن يكون النهي بالرفق واللين، وبالتي هي أحسن. فإن استجاب أهلك لذلك فالحمد لله، وإلا كان عليك أن تكرهي ذلك بقلبك ولا شيء عليك غير ذلك. فقد قال الله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها . وقال: فاتقوا الله ما استطعتم {التغابن:16}. ولست مذنبة في جلوسك مع أبيك، في الظروف التي ذكرت ما دمت تقومين بواجب الإنكار حسب المستطاع، بل مأجورة عند الله تعالى بما أردته من صلته وبره.
والله أعلم.