هل يحق للأم مطالبة الولد بإطلاعها على أموره الخاصة

0 418

السؤال

أنا يا شيخ شاب متزوج من ابنة خالتي وأبلغ من العمر 31 عاما ولدي أولاد وأنا أكبر الأولاد من بين إخوتي جميعا ولدي شقيقتان أكبر مني.
ومشكلتي هي أني أحب أمي كثيرا وأخاف عليها وهي عادة ما توجه لي الإهانات والكلام غير المريح أمام إخواني الأصغر والأكبر مني وهذا بدأ يزداد بعد زواجي من ابنة أختها . فزوجتي من الإمارات وعادة أذهب بها إلى هناك بعد كل شهرين أو ثلاثة لرؤية أهلها وأبيها لأن أمها متوفاة . ففي كل مرة يا شيخ تقوم الدنيا ولا تقعد لمجرد أننا نذكر أننا سنذهب إلى الإمارات وتغضب لأننا سنذهب مع كل محاولاتنا لإقناعها . فزوجتي تحب أمي كثيرا وهي خالتها وفي كل مرة نذهب إلى الإمارات لابد لا بد لا بد وأن تشتري لها هدية وفي كل مرة نذهب مثلا إلى السوق لابد وأن تشتري لها هدية عوضا عن خدمتها والكلام اللطيف الذي تتكلم به معها وأمي لا تتردد في إلقاء الكلام الجارح لها وسبها وشتمها في كل مره تغضب عليها فأمي يا شيخ عصبية المزاج ولا تمزح معنا إلا نادرا . وأمي أيضا مريضة يا شيخ وأنا لا أتردد في تقديم أي مساعده تحتاجها فقد قمت بأخذها إلى الهند مؤخرا للعلاج وأخذتها إلى الإمارات أكثر من مرة أيضا للعلاج وقمت أيضا بإحضار أحد الشيوخ من البحرين لها ليقرأ عليها وكل هذا على حسابي الخاص خوفا عليها وعلى صحتها. حتى إنني يا شيخ في كل مرة أريد أن أفعل شيئا أخاف أن تغضب وتزعل. حتى إننا عندما نسافر أتصل بها كل يوم وهي تقول لماذا أنتم هناك ومتى ستعودون وهكذا حتى إنني أحس في كثير من الأحيان بالإحراج من زوجتي فهي تريد أن تتدخل في كل شيء ولا تدري أنني متزوج وأحب أن تكون لي حريتي في حياتي الخاصة. فهي ترفض أن نذهب إلى أي مكان قبل أن نقول لها وأنا لا أفعل ذلك لأنني أرى أن لي حياتي الخاصة ولا أريد أحدا حتى أمي التدخل بها . فهل أنا يا شيخ ابن عاق لأنني لا أسمع لكلامها فأنا أفكر كثيرا في هذا الموضوع وأخاف أن تغضب علي فأنا شخص أخاف الله تعالى وأفعل الذي يرضي ضميري والله . وقد قمت بفعل كثير من الأشياء رغم معارضتها لها وهي أشياء خاصة بي وبزوجتي فها أنا عاق يا شيخ والله أنا أفكر كثيرا في هذا الموضوع . أنا أحب الاستقلالية وأمي تحب التحكم حتى وأنا متزوج. وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكرك على العناية بأمك، ونوصيك بالحرص على المزيد من ذلك دون تضجر ولا منة، فأمك هي التي حملتك وأرضعتك وسهرت عليك وربتك حتى بلغت مبلغ الرجال وهذا يوجب عليك شرعا وطبعا أن تقابل هذا بالإحسان والبر ما استطعت إلى ذلك سبيلا، لقوله تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا {الأحقاف: 15} وقال تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا {النساء: 36} وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل سأله من أبر؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك. رواه أبو داود

فعليك أخي بالمبالغة في إكرام هذه الأم فالجنة تحت قدميها. فقد روى النسائي من حديث معاوية بن جاهمة أنه جاءه رجل فقال يا رسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك؟ فقال: هل لك أم؟ فقال: نعم قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها.

وإياك أن يصدر منك قول أو فعل ينافي حرمتها وتوقيرها، بل الواجب مقابلة الإساءة منها بالإحسان، فإن صبرت على ذلك نلت الأجر الجزيل من ربك سبحانه.

هذا، وندعو أمك إلى أن تتقي الله تعالى فيك ونذكرها بقول النبي صلى الله عليه وسلم: رحم الله والدا أعان ولده على بره. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.

هذا فيما يتعلق ببر الأم

وبخصوص تثاقلها من خروجك بزوجتك لزيارة أهلها في البلد المشار إليه أو حب تطلعها على الأمور الخاصة بك وبزوجتك مما لا يترتب عليه تفويت حق لها فلا يلزمك إطلاعها عليه ولا تلبية رغبتها في ذلك.

قال ابن حجر الهيتمي في رده حول أحقية الوالد في منع ابنه من الخروج لقضاء حوائجه وزيارة الصالحين أو نحو ذلك من القرب، فأجاب رحمه الله بقوله: إذا ثبت رشد الولد الذي هو صلاح الدين والمال معا لم يكن للأب منعه من السعي فيما ينفعه دينا ودنيا. اهـ.

وليكن كل ما تقوم به من تعاملك مع أمك مصحوبا بالرفق واللين لها في الكلام وتجنب كلما من شأنه أن يغضبها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة