السؤال
اعتذر مقدما عن هذا السؤال، نحن الآن في فصل الصيف الحار ودرجة الحرارة تتجاوز الأربعينات وقد تصل للخمسينات وأضطر خلال عملي مع هذا الجو الخانق المصحوب بانقطاع الكهرباء لفترات ليست بالقصيرة أن أجلس أو أقف في باب محلي ولا يخفاكم تمر كثير من السيدات والفتيات في الشارع أمام المحل ولابد أن يقع نظري عليهن وهذا به جزء غير قليل من الخطايا (أنا أخفض نظري للأرض ولكن الأمر لا يخلو من النظر) فماذا أفعل لأتجنب الخطأ علما أن بعض السيدات يشترين مني (من بضائع المحل).
شكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الواجب على كل مسلم أن يتقي الله عز وجل، وأن يحذر من غضبه وأليم عقابه، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون {آل عمران: 102}.
وقد أمر الله تعالى بغض البصر وصرفه عن النساء الأجنبيات اللاتي لسن بمحارم للرجال، فقال سبحانه: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون {النور: 30}.
وإذا دعتك الحاجة للخروج إلى الطريق، فأعط الطريق حقه، وراقب الله الذي يراك ولا تراه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول اله، ما لنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها، فقال: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. رواه البخاري ومسلم.
واعلم رحمك الله أن حر الدنيا لا يقارن بحر الآخرة، قال تعالى: قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون {التوبة: 81}.
فجاهد نفسك وكفها عن غيها واستعن بالله، قال تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين {العنكبوت: 69}.
وانظر مضار إطلاق البصر إلى ما حرم الله في الفتوى رقم: 1984، ولمعرفة الوسائل المعينة على غض البصر، انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18768، 19561، 21807.
والله أعلم.