السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة والدي متوفى وكنت أحبه جدا ومتعلقه به ومات وهو راض عني والحمدلله وأنا أدعو له بكل صلاة ، وأنا والحمدلله ملتزمة جدا ولكن عندي مشكلة في حياتي كلها وهي (( أمي ))!!!!!!!أمي إنسانة غريبة جدا وعصبية و متسلطة ومتحكمة جدا و معاملتها لنا سيئة ولسانها بذيء ولا تترك أحدا من شر أعمالها ولسانها، ولا تحب أهل والدي الذين يزوروننا ولا تريد أن نزورهم وكثير من هذه الأمور..وأمي أيضا كثيرة الغضب...و تغضب على أتفه الأمور والأسباب ..أنا أحاول أنا أكسبها بأي طريقة وأحاول أن أعمل كل شيء يرضيها ولكن دون جدوىوأنا كثيرة الخوف بأن صلاتي وصيامي غير مقبولين بسبب عدم رضاها ولا أدري ما افعل؟؟؟؟وغير ذلك قبل التزامي كنت أشتمها بيني وبين نفسي ...وأدعو عليها بالموت لأني لا أشعر أنها أمي...ولا أتذكر أنها يوما عانقتني أو قبلتني فهي قاسية جدا وأنا أحاول أن أكون معها لينة ولكن دون فائدة..هل صلواتي وصيامي و كل التزامي لا فائدة منه؟؟؟وما ذا أفعل كي أريح ضميري معها؟؟؟وهل الدعوه عليها بالموت ذنب؟؟؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسسنا بمعاناتك وتألمنا لألمك ، واعلمي أيتها الأخت المؤمنة أن سلعة الله غالية ، وسلعة الله الجنة ، وأن دخول الجنة يحتاج منا إلى صبر على طاعة الله تعالى ، وحمل النفس على ما تكره ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات. رواه مسلم في صحيحه . وانظري الفتوى رقم : 3293 .
فاصبري على ما تجدين من أمك ، واكظمي غيظك ، واجتهدي في حسن صحبتها ، وتحببي إليها وابذلي الوسع لترضى عنك ، ومن ذلك أن تقبلي رأسها ويديها ، وأن تنظري إليها بشفقة ورحمة ، وأن تهدي إليها شيئا تحبه ويفرح قلبها ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : تهادوا، فإن الهدية تذهب وحر الصدر . رواه أحمد والترمذي . وفي رواية : تهادوا ، فإن الهدية تسل السخيمة . ومعنى وحر الصدر : أي غله وغشه وحقده .
واعلمي أن أمك هي أوسط أبواب الجنة ، بل إن الجنة تحت قدمها . واعلمي أن أمك مهما قصرت في حقك ، فإن حقها من البر والطاعة في المعروف يظل باقيا ، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية : 22112 ،17754 ،8173 ،2894 ،4296 ،5925 ،11649 .
ثم اعلمي أن تغيرك في التعامل معها سيؤدي حتما (مع الصبروالتوكل ) إلى تغيرها في التعامل معك ، فبادري وابدئي بنفسك ، قال الله تعالى : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم {الرعد: 11}
واستعيني بالله تعالى واسأليه بذل وإلحاح أن يصلح ما فسد من العلاقة بينكما وأن يصل ما انقطع ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . وانظري ثواب الصابرين في الفتويين : 8601 ،32180 . ثم اعلمي أنه لا تأثير لغضبها عليك على عبادتك وصلاتك وصيامك ، وأن ما تفعلينه من الطاعات إذا استوفى شروطه وأركانه ولم يكن ثمة موانع فإن الله يقبلها ويثيبك عليها ، ولن يضيعها عليك . قال تعالى : وما كان الله ليضيع إيمانكم {البقرة: 143 } فلا تستسلمي للوساوس .
واحذري من الدعاء عليها بالموت ، فإن ذلك من العقوق ، وإن كنت قد ألممت ببعض من قبل فتوبي إلى الله ولا تعودي لذلك أبدا . وتذكري أنها سبب وجودك في الحياة فكيف تتمنين زوالها منها .
والله أعلم .