سعي الابن في رضى والديه وتنفيذ ما يطلبانه

0 315

السؤال

سؤالي الأول: دائما أنا في شجار مع الوالدين بسبب إفراطي في عملي لساعات متأخرة من الليل وعدم الجلوس معهما بصفة نادرة ولكن سبب ذلك هو حبي الكبير لعملي والبحث في مجال الحواسب والمعلوماتية تعلمون مدى صعوبة ووجوب متابعة هذا المجال أولا بأول والسبب الآخر هو عدم تحملي الشجار الكثير بين أبي وأمي وعدم مراعاة واحترام رأيي عند مناقشتي لهما, ولكن ما عدا ذلك فأنا أكن لهما الاحترام والحب والإحسان لهما وأعمل جاهدا على رضاهما إذن ما هو الحل لمشكلتي كي أكون بارا غير عاق لهما؟ جزاكم الله الخير الكثير وما نصيحتكم لي ولهما.
سؤالي الثاني: الوالدان أراداني أنا وأخي الأصغر أن نعيش معهما حيث بقينا نحن فقط بدون زواج والإخوة الأربعة الآخرون كلهم متزوجون كلهم في مدن أخرى وفي دول أخرى ما عدا الأخت الكبيرة تسكن في نفس مدينتنا حيث حالتها المعيشية ضعيفة, نقوم بمساعدتها شهريا بقدر من المال، ولكن هي تطالب دائما أن تسكن مع الوالدين وأبي يرفض ذلك بسبب تعاملها الحاد معهما وبسبب آخر هو أنهما يريدان أن نعيش معهما أنا وأخي بالطبع حتى بعد زواجنا، هل أبي عادل في هذه المسألة، أشير أن دخلي متوسط والحمد لله, أرجو من فضيلتكم النصح والإرشاد في هاتين المشكلتين.و الحمد لله رب العالمين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على الابن أن يسعى في رضى والديه والاستجابة لما يطلبانه منه مما هو مباح وليس عليه فيه مشقة يصعب تحملها، فقد أمر الله تعالى بطاعتهما والإحسان إليهما وربط رضاه برضاهما، فقال تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا {النساء:36}، وفي الحديث: رضى الرب من رضى الوالدين، وسخط الرب من سخط الوالدين. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

وعليه أن يحاورهما برفق فيما يريد إقناعهما به وأن يبتعد عن الشجار المؤدي لرفع الصوت عليهما أو الإخلال بالأدب، فقد قال الله تعالى في شأنهما: فلا تقل لهمآ أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما* واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا {الإسراء:23-24}.

واعلم أن أهل العلم قدموا طاعة الوالد على القيام بالفروض الكفائية، وبهذا يعلم أنه تقدم طاعتهما على الإنهاك في الأشغال ما لم يتعين وسيلة لكسب النفقة الواجبة، وأما التوسع في كسب المال فإنه تقدم عليه طاعة الوالدين كما قدمت على الفروض الكفائية.

وأما ما يقع بينهما من الخلاف فعليك أن تسعى في الإصلاح بينهما عملا بقول الله تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما {النساء:114}، والأحسن أن تكلم كل واحد منهما وحده محاولا إقناعه برفق أن يتنازل لصاحبه وأن تذكر كلا منهما بحقوق الآخر، وألا تتعصب لرأيك وألا تغضب عليهما إن لم يتفهماه ولو كان صوابا، بل ادع الله لهما أن يصلح ذات بينهما ويهديهما للصواب.

وأما السكن معهما إذا طلباه فهو داخل في أوامرهما التي تجب الطاعة فيها ولا يغني عنه إجلالهما وحبها والإحسان إليهما، فإن الوالد يشتاق لرؤية ولده ويحتاج لخدمته فالأولى به أن يسكن معه، إلا أنه لا يجب عليه السكن بزوجته مع والديه في شقة واحدة إذا رفضت هي ذلك.

إذ من حقها عليه أن يوفر لها سكنا مستقلا ولها الحق في أن تأبى السكن مع أهله كما نص عليه خليل في المختصر وشراحه، ويمكن أن يسعى في رضاهما بالسكن بزوجته قريبا منهما ويحرص على قضاء ما تيسر له من الوقت معهما، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية للفائدة: 10707، 47458،  52604، 34602.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة