السؤال
في الحقيقة أنني لا أشعر بالسعادة في حياتي, كما أني أحس أني عالة على الآخرين ولا أنفع لشيء بتاتا, فهل تستطيعون مساعدتي بشيء أو نصيحتي بأشياء أفعلها أو أحاديث أذكرها؟
في الحقيقة أنني لا أشعر بالسعادة في حياتي, كما أني أحس أني عالة على الآخرين ولا أنفع لشيء بتاتا, فهل تستطيعون مساعدتي بشيء أو نصيحتي بأشياء أفعلها أو أحاديث أذكرها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسعادة هي التي ينشدها كل الناس، وقليل منهم من يوفق إلى سلوك طريقها الصحيح، وإذا فقد الإنسان السعادة كان كمن يتقلب في جحيم ولو ملك الدنيا بأسرها، ولا وسيلة لتحقيقها إلا بالفرار إلى الله عز وجل والقرب منه واتباع شرعه.
وهي كما يقول أحد العلماء: شيء معنوي لا يرى بالعين ولا يقاس بالكم ولا تحتويه الخزائن ولا يشترى بالدنيا...، هي شيء يشعر به الإنسان بين جوانحه، ... صفاء نفس، وطمأنينة قلب، وانشراح صدر، وراحة ضمير.
وهذا كله يوجد في الإيمان العميق بالله سبحانه، وفي ذكره ومراقبته والعمل الصالح ابتغاء وجهه، قال الله تعالى: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب {الرعد:28}، وقال تعالى: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة {النحل:97}.
هذا الإيمان والعمل الصالح هو الذي جعل السلف يقولون: إننا في سعادة لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف. وقالوا: إنه لتمر علينا ساعات نقول فيها لو كان أهل الجنة في مثل ما نحن فيه إنهم لفي عيش طيب.
فالسعادة شجرة ماؤها وغذاؤها الإيمان الحق بالله وبالدار الآخرة، ومهما أوتي الإنسان من الأسباب المادية فلن يصل إلى السعادة إذا خلا قلبه من الإيمان وعقله من القرآن وهدفه من مرضاة الله.
وعليه، فالذي ننصحك به هو السعي في أسباب تقوية الإيمان، والمداومة على ذكر الله وتلاوة القرآن، وفعل الأعمال الصالحة، وراجعي في وسائل تقوية الإيمان الفتوى رقم: 10800.
وثقي بالله، واعلمي أنك لست عالة على المجتمع وإنما أنت مثل سائر الناس، والذي تعتقدينه في نفسك وساوس لا حقيقة لها، وإذا أخذت بهذه النصائح فستجدين لها تأثيرا عاجلا -إن شاء الله- على ما ذكرت، وراجعي الفتوى رقم: 29559.
والله أعلم.