تحمل الابن أذى والديه وصبره عليهما

0 352

السؤال

أنا شاب جامعي ومشكلتي هي أن أمي تربى الكثير من القطط في المنزل و عددهم 6 قطط كبار وهذه القطط تتسبب في ترك الكثير من الفضلات بالإضافة إلى أن أحد هذه القطط ينزل سائل كريه الرائحة من أجل التزاوج وكثيرا ما يؤذون بصري بنظرة الفجأة بما يفعلونه في المنزل الذي أصلى فيه النوافل كما أن هذه القطط شوارعية مليئة بالحشرات وهذه القطط سببت للجيران الكثير من الأذى عند خروج القطط وذلك بالإضافة إلى أن أمي تضع لهؤلاء القطط الجلود وغيرها من الأطعمة على الارض مما سبب فى انتشار وبائي لحشرة الصرصار وهذا بالإضافة إلى أن هذه القطط تتبع أبي إلى المسجد حتى إني في أحد المرات وأنا ذاهب للمسجد بعد أبى بقليل وجدت اثنين منهم في داخل المسجد وكان أحدهم يستعد لإخراج فضلاته لولا أني ضربته وعندما حاول الجيران إقناع أمي بعدم إدخال القطط العقار اتهمتهم بالكفر وقسوة القلب وعندما أحاول طرد هذه القطط من منزلي يتسبب ذلك في الخناق بيني وبين أهلى حيث إن كلهم يريدون وجود القطط إلا أنا لخوفي على صلاتي ويتهمونني بأني عاق وأمي تدعو علي بعدم دخول الجنة ( لعلمها بمدى حبي لله وهي تريد استفزازي) وتشتمنى بالشتائم المجرحة التى يستحي المرء أن يذكرها ومما يدعو إلى الاستنكار انها تأتى لهم بوجبات من اللحم الصاف والأسماك التي نأكل منها وقلت لها إن هذا من التبذير وإن المبذر من إخوان الشياطين ولكن لا أحد يعنى بكلامي و بالإضافة إلى أن القطط في تزايد مستمر ولقد سخط الجيران مما يفعله أهلى ولقد قلت لأهلي إن الرسول عليه الصلاة والسلام أوصى على سابع جار فكيف تفعلون ذلك مع أقرب الجيران فماذا أفعل مع أهلى رغم أن أبي أستاذ جامعي في كلية عريقة وهل أنا عاق وهل علي أن أرضى بذلك وهل هذا ابتلاء من الله ليختبر مدى صبري وإذا لم يكن ذلك فماذا أفعل إذا كنت لا أقدر على سمهم؟؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى حكم تربية القطط، وكنا قد بيناه من قبل، فراجع فيه وفي حكمها وحكم ما يخرج منها من حيث الطهارة والنجاسة فتوانا رقم: 50365.

وراجع في حكم إدخالها المسجد فتوانا رقم: 52867.

وراجع في النهي عن دعاء الأم على ولدها فتوانا رقم: 9898.

وراجع في حد الجوار فتوانا رقم: 39487.

ثم اعلم أن الواجب عليك هو بر والديك بالمعروف وإرضاؤهما ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فإن ذلك من آكد الواجبات، كيفما كانت قسوتهما في المعاملة. قال تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير (14) وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا  {لقمان: 14-15} وقال: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما (23) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا  (23-24).

فإذا فعلت ذلك فلا يمكن اعتبارك عاقا لهما، ولا شك في أن أجرك يزداد بازدياد إذايتهما لك وازدياد تحملك.

واعلم أن المصائب ابتلاء وامتحان من الله لعباده ليظهر صدق الصادقين بإيمانهم، ويظهر زيف وكذب المدعين للإيمان، فاصبر واحتسب الأجر من عند الله، وغير ما استطعت تغييره مما ذكرت دون أن تجرح شعور أحد من والديك، وفوض الأمر إلى الله فيما لم تستطعه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة