السؤال
يشرفني أن أبعث لكم بهذا السؤال ,أنا شاب مغربي من مدينة فاس أبلغ 19سنة ، أنا شاب مقيم للصلاة في المسجد والحمدلله أسعى دائما لفعل الخير لكن مشكلتي في أمي .عندما أود أن أشرح درسا لأحد جيراني أو أصدقائي لا تسمح لي أمي بذلك خوفا من العين أن تصيبني فأسمع كلامها .لكنني أخاف من أن أسأل في ماذا عملت بعلمي وأن الرسول صلى الله عليه و سلم أوصانا بعدم إخفاء العلم و نشره فماذا أفعل .المرجو أن تكون الإجابة دقيقة مع بعض الأحاديث. و شكرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يحفظك على طريق الحق ويعينك على أداء فريضة الدعوة إلى الله تعالى كما نشكرك على ثقتك بالقائمين على الموقع.
ولتعلم أن طاعة الأم وبرها والإحسان إليها من آكد الفرائض بل هي آكد فريضة بعد القيام بحق الله تعالى كما قال تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا {الاسراء: 23}
ولكن هذه الطاعة تكون في المباح والمندوب.
أما الواجب والحرام فلا طاعة فيهما لكائن من كان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف. رواه مسلم وغيره.
ولذلك فإن كان ما تقوم به من شرح الدروس أوالمسائل للجيران والأصدقاء من فرض العين وتصحيح الإيمان وأحكام الطهارة والصلاة والصيام لمن يجهل ذلك ويجب عليه فإنه لا تجب طاعتها في هذا إذا تعين عليك تعليم هؤلاء.
فقد أخذ الله تعالى العهد على أهل العلم أن يبينوا للناس فقال:.. لتبيننه للناس....{آل عمران: 187}، وقال صلى الله عليه وسلم: ما بال قوم لا يعلمون جيرانهم ولا يفقهونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم,. الحديث، وفي آخره يقول صلى الله عليه وسلم: والله ليعلمن جيرانه.. أو لأعاجلنهم بالعقوبة. رواه الديلمي وغيره.
أما إذا كان ذلك في غير الواجب فإن طاعة الأم مقدمة.
وفي كلا الحالتين ينبغي أن تقنع أمك بالتي هي أحسن حتى تتمكن من شرف تعليم الناس وفضل الدعوة إلى الله تعالى وفعل الخير، ونرجو أن تطلع على الفتويين: 62672، 41045، للمزيد من الفائدة.
ولتعلم أن العين حق كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى المسلم أن يأخذ بالأسباب التي تقي منها وذلك بقراءة الأعية والأذكار المأثورة التي يحفظ الله بها من شر الحسد والعين، ومن ذلك قراءة المعوذتين دبر كل صلاة.
وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتاوى:74187،54514، 33932، 58591، 16755.
والله أعلم.