إساءة الأم إلى ابنتها لا تسوغ عقوقها

0 308

السؤال

أنا فتاة والدي تركنا وسافر ولم نعرف عنه شيئا وأمي دائما عصبية ودائما تدعو علي من أقل شيء ودائما تشتمني وقالتها في يوم أنا ما أحبك وكثيرا هي تتمنى لي وقف الحال وأني ما أتزوج ولا أدري لماذا وهي تفرق بيني وبين أخواتى لأني أنا شبه والدي وبصراحة لولا خوفي من الله كنت كرهتها وبصراحة أكثر أنا ما أحبها لا أستطيع أشعر بأنها أمي حتى لما تتخاصم معي تجعل أخواتي أيضا يقولون لي :يا سودة مع أني سمراء أرجو الفتوى في إحساسي الذي بداخلي الذي يمنعني أن أحبها ولا أحس أنها أمي أنا خايفة من عذاب الله مع أني والله أحاول أرضيها لكن هي ما تصدق أي حاجة ولو غصبا عنى لكي تشتمني وتدعو علي أرجو الرد لأني عايشة في عذاب ودايما أنام وأنا أبكي بسببها لأنها كرهتني في كل حاجة حتى هي أرجو الرد ؟
وجزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا في جملة من الفتاوى السابقة ومنها الفتوى رقم : 21916 ، أن إساءة الأم وتقصيرها في تربية ابنها أو ابنتها وما يجب من الرعاية والحقوق عليها لا يبيح عقوقها ولا الإساءة إليها قولا أو فعلا، بل يجب برها، والصبر على أذيتها، وتجنب ما قد يغيظها. ومجاهدة النفس على ذلك والصبر عليه من البر، كما بينا في الفتوى رقم : 30004 ، فيجب عليك أيتها السائلة الكريمة أن تبري أمك على ما كان منها، وأن لا تردي عليها بالمثل، ونرجو الله أن يغير نظرتها إليك وانطباعها عنك فيتبدل الكره محبة والنفور إقبالا وقربا قال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {فصلت: 34 } وقال في حق الوالدين: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا {لقمان: 15 } وقال: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا {الإسراء: 23 ـ 24 } وللفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية : 19409 ، 68850 ، وننصح والدة السائلة بأن تتقي الله تعالى في ابنتها، وأن لا تحملها وزر غيرها، ولتعلم أن الوالد أو الوالدة وإن كان بره واجبا وحقه عظيما على ولده لا يجوز له هو أن يسيء على ولده، ولا أن يذله أو يغتابه. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم : 56480 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة