كيفية التعامل مع الأب إذا كان يأخذ من أبنائه ما لا يحتاج إليه

0 264

السؤال

رجل له أبناء فأمر أبناءه بأخذ الربا فأخذ بعض الأبناء والبعض الأخر لم يأخذ فالبعض الذي أخذ الربا بنوا بيوتا
والبعض الذي لم يأخذ الربا صار الأب يضايقهم ويحرمهم من ماله فأخذ هذا البعض الذي لم يأخذ الربا يشتغلون في بعض الحرف فلما جمعوا بعض المال صار الأب يطلب منهم المال وهو ليس بحاجة إليه
فلما صار لهم بعض المال أحضروا مواد لبناء بيوتهم فصار الأب يأخذ من هذه المواد وإذا تكلم بعض أبنائه أصحاب المال الحلال دعا عليهم وهجرهم ويأخذ هذه المواد لبناء بيت في مزرعة له وله في المدينة بيت يسكنه
فما هو الحل بارك الله فيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب أن ما يأمر به هذا الوالد - هداه الله - من التعامل بالربا لا يجوز، ولا تجوز طاعته فيه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف، رواه البخاري ومسلم.

وكذلك لا يجوز له أن يطالب أبناءه بمال فضلا عن أن يأخذ ذلك بنفسه مادام غير محتاج إلى ذلك، كما هو موضح في الفتوى رقم:46692، ولكن يجب أن يعلم أن حق الوالد عظيم حتى قال صلى الله عليه وسلم: الوالد أوسط أبواب الجنة، فأضع ذلك الباب أو احفظه. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.

ولذا فالذي ننصحكم به هو أن تصبروا عليه وأن تترفقوا به وأن تقابلوا إساءته بالإحسان إليه، فإن ذلك كفيل إن شاء الله بأن يزيل ما في نفسه من الشحناء، وقد قال الله تعالى: ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم (فصلت:34-35)  فإذا كان المسلم مطالبا بأن يقابل الإساءة بالإحسان مع كافة الناس فكيف مع والده الذي له ماله من البر والإحسان وراجع الفتوى رقم: 1841.

وإذا استعملتم المعاريض أو اضطررتم إلى الكذب عليه إذا لم يمكن استعمال المعاريض لتخفوا عنه ما لا يحتاج إليه من أموالكم فلا بأس بذلك، وراجع ذلك في الفتوى رقم:25629، ولا مانع من أن توسطوا أحد أهل الخير والصلاح الذين يحترمهم لعل الله يصلح ما بينكم وبينه على يديه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة