السؤال
الحمد لله الذي زيننا بأحسن تقويم وهيأ لنا سبل الراحة بطاعته والانقياد لأوامره وبعد ,,,
أنا شاب في مقتبل الشباب أعيش مع أسرتي بيت بسيط وقبل وصولي لهذا السن ربما كنت أعيش حياة سعيدة ولكن للأسف الشديد رغم تديني أنا وأخوتي إلا أن الشجرة لابد أن يأتي بها بعض العطب ولكن ما الحل إذا كان العطب آتيا من رأس الأسرة فللأسف الشديد اكتشفت في الآونة الأخيرة بأن والدي لديه شذوذ جنسي حيث لم يكتفي بوالدتي فقط بل رأيت وتأكدت من متابعته للأفلام الجنسية الفاجرة ولم يقف الأمر على ذلك بل تعداه إلى علاقات مع تلكم الخادمات الفاجرات اللاتي يتسكعن في الجوار كما اكتشفت أرقام في هاتفه لا تدل إلا على هذه العلاقة , وبدأنا في الآونة الأخيرة نلاحظ غيابه الطويل عن البيت الذي دائما يبرره بسبب غير مقنع الله أعلم ما كان يفعل به وأنا شاب تدمرت همته بعدما رأى قدوته الأولى أصبحت سواء مع أصحاب الفجور الذين توعدهم الله بالوعيد الشديد. أرجو أن تنصحوني وتدلوني على الطريق السليم حتى لا أفعل فعلا يدمر العائلة فقد وكدت في نفسي أنه إذا علمت والدتي المسكينة التي لا تقطع فرضا أنها ربما تموت بسكتة قلبية أو يتدمر البيت بأكمله في الطلاق سارعوا في الإجابة علي فأنا من المحتارين.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله سبحانه أن يفرح همك، وأن يكشف كربك، وأن يرزقنا وإياك الثبات على الطريق القويم.
واعلم أولا أن الأصل في المسلم حمل أمره على السلامة، ويتأكد ذلك في حق الوالد، فلا يجوز اتهامه بالسوء إلا عن بينة، ولا يجوز تكلف البحث عن ذلك، لأن في هذا نوعا من التجسس.
وإن ثبت ما ذكرت عن والدك من كونه على علاقة مع بعض الفاجرات، وأنه يشاهد الأفلام الإباحية، فينبغي تحري الحكمة في معالجة الأمر، والاستعانة بالله تعالى وكثرة التضرع إليه أن يرزقه الهداية ويصلح شأنه، والواجب أن يترك الأمر طي الكتمان فلا يخبر به أحد والدة أو غيرها، وهذا مما قد يعين في جانب الإصلاح، والواجب أيضا أن ينصح ويذكر بالله تعالى، يفعل ذلك من اطلع على الأمر على أن يكون النصح برفق ولين، فيخوفه بالله وأليم عقابه، وما يمكن أن يكون عليه الأمر من العيب والفضيحة للأسرة والأهل لو شاع الخبر، وما يمكن أن يصيب الأسرة من تشتت وضياع للأولاد لو علمت الوالدة وكان الطلاق، فيتبع معه نحو هذا من أساليب عسى الله سبحانه أن يوفقه إلى التوبة. وراجع لمزيد الفائدة الفتويين:65479، 12032.
ونوصيك بأن تتقي الله وتصبر، وأن تعلم أن مثل هذا من الابتلاء الذي تكون به العاقبة الحسنى لمن اتقى وصبر، قال تعالى: إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين { يوسف 90}.
والله أعلم.