الإحسان يذهب العداوة ويحولها إلى محبة ومودة

0 325

السؤال

أنا شاب عمري 21 سنة، موضوعي كالتالي: لي أب وأم وزوجة أب ولي من زوجة أبي أختين وأخ ومن أمي أربعة إخوان وأخت إخواني من أمي ومن زوجة أبي متقاربين جدا في العمر وكذلك أختي وأخواتي من أبي متقاربين كانت زوجة أبي وما زالت ويعلم الله أنني لا أقول غير الحقيقة لا تطيق أحدا منا وكل ما ذهب أحدنا إليها تطرده لدرجة أن أحد إخوتي ذهب ليلعب مع أخي وأبي معه وكانت أعمارهم 3سنوات وقامت بطرده وأبي واقف فما كان منه إلا أن ضربها وذهبت إلى بيت أهلها وكان أبي يحق الحق وينكر الباطل ولكن بعد عودتها انقلب حاله نعم هو يحبنا ولا يرد لنا طلبا وكان دائما يثني على أمي وذلك لأنها والله لم تسخطه يوما ولم تسخط أولاده من زوجته الثانية وبالرغم من أن إخواني منها جلسوا معنا في البيت ستة أشهر بعد مشكلة أبي مع أمهم لم تكدرهم أمي يوما بل وكانت تفضلهم علينا إرضاء لأبي ويوم أن رجعت أمهم انقلبت أمور أبي وأصبحت هي الأفضل لدرجة أن أبي ضرب أمي ونحن نشاهد على نقاش لا يستاهل حتى كلمة عتب وأصبحت تغلط علينا وعلى أمنا ولا يحرك ساكنا بل وإذا شكونا له أعاد الغلط علينا وبالمقابل إذا شكونا له أو أمي شكت له لا يحرك ساكنا، ووالله والله يا أخي إن والدتي ليست لأنها أمي وأحبها ولكن والله إنها لم تبحث عن المشاكل يوما ولم تحرضنا على إخواننا يوما بل إنها تزرع الأخوة بيننا وفوق ذلك أبي يداعب إخواني من زوجته الثانية ويمازحهم كلما رآهم وأي طلب يريدونه مهما كانت حالته المادية أو النفسية يلبيه بمجرد طلبهم ولا أنكر أن أبي لا يرفض لنا شيئا ولكن عندما يكون مرهقا أو حالته المادية سيئة يؤجل طلبنا مما أثر في نفوس إخواني وأمي، وكنا نقول إن هذا الكلام كله شكوك حتى سافرنا السنة الماضية ورأينا كل ذلك وأكثر حتى لدرجة أننا لا نطلع نحن وأمنا مع أخوالي أو أي قريب من طرف أمي إلا ويلزمنا بهم ولا نطلع من البيت إلا بهم والعكس عند زوجته وأولاده منها يذهبون ويأتون ولا رقيب ولا حسيب ونحن في البيت. وعندما يغلط أحد من إخواني من أمي على إخواني من أبي ويشكو عليه إما أن يضربه أو يأخذ له حقه بأي طريقة حتى ولو لم ير، وإن غلط أحد من إخوتي من الأخرى حتى ولو رأى إما ان يلتزم الصمت أو يعمنا بالمشكلة أو يعيد الموضوع علينا وكذلك الحال مع أمي وزوجته بالرغم من أننا نرحمه ونعينه ونفديه بأعمارنا نحن وأمي على العكس من زوجته وأبنائها الذين لا يسألون عنه وما إن رجعنا ورجع كل إلى بيته حتى ازداد أبي سوءا فكان لا يطيق أمي ويطردها من غرفته ويتكلم عليها ونحن نسمع ويأتينا في البيت دائما مكدرا والعكس تماما عند زوجته وأبنائها تعبت وقتها نفسيا فكنت دائما ألتمس العذر لأبي كلما شكت أمي وإخواني حتى رأيت بعيني أمي نفس الشيء إخواني كذلك لدرجة أنه كان يطلع أخي من أمي وأخي من أبي من البيت والله إنه كان يضرب أخي ويترك ابنه. مما عانيت أهملت دراستي وبحثت عن السبب فقال لي أحد زملائي قد يكون سحرا فبحثت بجوار أبوابنا علما بأن بيتنا وبيتها متجاوران فوجدت في حفرة بجوار جدارنا كيسا وبداخله قطعة تقريبا جبسية ولكنها لم تزل طرية فأخذتها وقطعتها نصفين واستعذت بالله وقرأت بعض الأدعية ووالله أنني لاحظت تغيرا شديدا في بعدها وعاد مع أمي كما كان وسألت إخوتي مع أنني لم أعلمهم بالموضوع فأجابوني بنفس الشيء ولكن لم يطل الموضوع وعاد كما كان فلم أعد أعرف ما أعمل لم و لن يرضى أن يرتقي وليس مقتنعا إذا شكونا من تعامله، ووالله يا شيخ أنني فصلت من دراستي الجامعية ومرضت نفسيا وتدمرت أحلامي ويئست من الحياة بسبب ما أرى فلا يمر يوما إلا وتتشفى فينا هذه المرأة، فأمانة يا من يقرأ موضوعي ان يجيبني وأن يساعدني. آسف على الإطالة ولو أنني لم أقل إلا قطرة من بحر مما يحصل وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنوصيك أخي السائل أنت وإخوتك بالصبر على ما تلقونه من أذى من زوجة أبيكم والإحسان إليها لما في ذلك من بر بأبيكم، ولأن الإحسان قد يذهب العداوة ويقلبها إلى محبة ومودة، فقد قال تعالى: ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {فصلت:34} ولا يحملنكم ما يحدث لكم على التقصير في دراستكم أو في أداء واجباتكم خصوصا واجب البر بأبيكم والإحسان إليه، وكذلك أمكم فننصحها أن تتحلى بالصبر وألا تقصر فيما عليها من حقوق تجاه والدكم، وحيث إنه ليس هناك دليل قاطع يدل على أن امرأة أبيكم قد سحرت له فلا يجوز لكم أن تسيئوا الظن بها أو تتهموها بغير بينة، فقد قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم {الحجرات:12} ومع ذلك فلا بأس أن تحاولوا إقناع والدكم بطريقة أو أخرى بأن يرتقي الرقية الشرعية خصوصا أنها لن تضره أبدا إن شاء الله، بل قد تنفعه، وننصحكم بقراءة سورة البقرة أو الاستماع إليها عن طريق شريط مسجل أو نحوه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة. والبطلة هم السحرة. والحديث رواه مسلم وغيره. من رواية أبي أمامة الباهلي. ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم: 76545.

والله أعلم.   

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة