سخط الوالدين هل يؤدي إلى تأخر الإنجاب

0 288

السؤال

والداي غاضبان مني منذ أكثر من سنتين وأنا الآن في الغربة قبل سفري حاولت أن أكسب رضاهم، ولكن دون جدوى رغم تدخل الأهل والأصدقاء والمعارف أمي استجابت قليلا لكن أبي مازال غاضبا ولا يريد أن يراني ومنعني من دخول البيت من إخوتي وأخواتي من المجيء إلي ولكنهم بعد فترة جاؤوا إلي ولم يسمعوا كلام أبي وهو يعلم ذلك مرة يؤنبهم ومرة يتركهم، فهل عليهم ذنب وقررت أن أسافر ولا أعود أما أن يرضى عني أو يقضي الله أمرا... سبب الخلاف هو زواجي في البداية كانت والدتي معارضة ولكن استعطفتها فرضيت والدي من البدية كان موافقا وهو الذي خطب لي ولكن أثناء فترة الخطوبة والتجهيز حصل خلاف بين الأطراف قررت أن أدخل بزوجتي في شقة للإيجار غضب أبي ولكن قام معي بكل شيء استشرت صديقا لأبي قال يوما ويطيب خاطره وأكملنا أمور الزواج والزفاف وفي صباح اليوم التالي جاء أخواتي إلي ولم يأت والداي فقررت أن أذهب إليهم بعد يومين من زفافي، ولكن كانت المفاجئة قوية لي حين أخبرني أخي أن أبي لا يريد أن يراني حيث تدخل بعض الناس ووسع المشكلة وكبرها حاولت جاهدا خلال سنة فترة وجودي أن أستسمحه ولكن لم يرض والواشون يوما بعد يوم يزيدون الحطب على النار فقررت السفر حاولت الاتصال به عندما يعرف صوتي يغلق الخط وأنا ادعو الله دائما أن يرضى والدي علي وأنا الحمد لله إن شاء الله محافظ على صلواتي وعبادتي (أنا ساكن في السعودية) جاءت والدتي للحج واستسمحتها وتدخل بعض الأصدقاء فسامحتني ودعت لي بالذرية الصالحة ولكنها عندما عادت تغيرت قليلا أكلمها ولكن أحس أنها غير راضية وأحس بالذنب اتجاههم ولم أرزق بالأولاد وأخاف أن يكون الله لم يرزقني بسبب غضب والداي.أما زوجتي فهي ابنة خالي وصديق أبي ومتعلمة ولكن سبب الخلاف قديم جدا، ولكنه كان مكبوتا إلى أن قررت الزواج فكل أخرج ما لديه لا أستطيع شرح أسباب الخلاف لأنها تطول وربما أني أظلم أحدا، وأعرف أني إن طلقت زوجتي لن تعود الأمور كما كانت بين جميع الأطراف وما ذنبها وكيف ستصبح حالها بعد ذلك وأنا أيضا سأخسر أهلي وزوجتي وقد وقفت معي في محنتي في بداية الزواج وهي التي عرضت علي أن أطلقها إن أهلي رضوا عني بذلك فوقفت معي... فماذا أفعل وما يجب علي أريد الاثنين معي رضى والدي وزوجتي؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لا ذنب على إخوتك الذين يصلونك مخالفين أمر والدهم بقطعك، وتأخر الإنجاب لا يلزم أن يكون سببه عدم رضى الوالدين عن الزواج، وكان الواجب قبل الزواج أن تسعى لنيل رضاهما، وأما الآن فإذا كانت امرأتك صالحة فلا يلزمك طلاقها لإرضائهما، لكن عليك أن تجتهد في برهما.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ذنب على إخوتك الذين يصلونك مخالفين أمر والدهم لأن طاعته واجبة عليهم في المعروف، وليس من المعروف قطع الرحم، لقول الله تعالى: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم* أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم {محمد:22-23}.

 وأما بخصوص تأخر الإنجاب فليس بالضرورة أن يكون سببه عدم رضى والديك عن زواجك، لكن من الممكن أن يكون سببه أن والديك أو أحدهما دعا عليك بألا ترزق أولادا، وراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 56448، والفتوى رقم: 44534.

وكان عليك أخي السائل قبل الزواج أن تقنع والديك وترضيهما وقد ذكرت أن أمك رضيت ولكن أباك بقي ساخطا، فكان واجبا عليك قبل الزفاف أن ترضيه وتقنعه بما فعلت، وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 6563، والفتوى رقم: 35962.

وأما الآن فإذا كانت امرأتك صالحة فلا يلزمك طلاقها إرضاء لوالديك، لكن عليك أن تحرص كل الحرص على برهما بكافة السبل المتاحة لك، وراجع الفتوى رقم: 1549، والفتوى رقم: 41603.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة