السؤال
في البداية، بارك الله فيكم على جهودكم المشكورة في خدمة الإسلام وأهله في إطلاق هذا الموقع الراقي وعلى زاوية الفتاوى التي هي من أقيم وأنفع ما يجد المرء على الإنترنت وغيره خصوصا في هذا الزمان وقد عم الجهل واختلطت الأمور على العامة لكثرة الفساد ورواده والفتن ومروجيها، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فجزاكم الله خير ما جزى عباده وجعل ذلك في ميزان أعمالكم يوم تخف الموازين وتشيب رؤوس الناس من الهول، وبعد.... الشيخ الفاضل سؤالي هو: علام نحاسب يوم القيامة، على الأعمال والأقوال فقط أم أن ما طرأ على القلب يكون دارجا أيضا، فالحديث (إن الله تجاوز لأمتي عن كل شيء حدثت به أنفسها، ما لم تتكلم أو تعمل به) والآية في سورة الإسراء (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) فالفؤاد مشمول إذا في المحاسبة بالمساءلة، فكيف التوفيق إذا بينهما أيضا، الحديث الشريف (مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يعمل بعلمه في ماله ينفقه في حقه ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا فهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهما في الأجر سواء ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله ينفقه في غير حقه ورجل لم يؤته الله علما ولا مالا فهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما في الوزر سواء) فالمرء قد يتمنى أن يسرق فلا يسرق ليس تورعا لكن لعدم تمكنه فلو تمكن لسرق وقد يتمنى مالا يوزعه على الفقراء والمحتاجين فلا يجد، فالله أعلم بما في الصدور، فهل على هذا من أجر أو وزر؟ أيضا الحديث (قال إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة)، يعني أن الهم بعمل الشيء عليه ثواب ووزر، وحديث النفس ليس به بأس، فهل من توضيح لهذه النقطة بارك الله فيكم، وفي هذا السياق يخطر ببالي أيضا هل ذكر الله أو قراءة القرآن في النفس (دون تحريك الشفاه) يعد من حديث النفس الذي لا يؤجر المرء عليه؟ بارك الله فيكم.