السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة جامعية، عمري 22 سنة، أعاني من عدم استقرار عاطفي، أو بمعنى أصح: لا أعرف كيف أكون سعيدة، ولا كيف أعيش، ولا ماذا أريد؟ أشعر بأنني أعيش لأن الحياة مستمرة فقط!
تعرضت في دراستي الجامعية لعقبات كثيرة، تخطيتها بصعوبة بالغة، حيث كانت ردود أفعالي على المشاكل مختلفة عن ردود أفعال الآخرين، لدي جوانب مميزة في شخصيتي، ولكني لا أعرف كيف أستغلها وأستفيد منها، لا أشعر بالتوافق مع أسرتي ولا مع إخوتي، وأنا سريعة الغضب.
أتذكر مواقف حدثت لي عندما كنت صغيرة ولا أنساها، مثل: الضرب، أو سوء المعاملة، أو صراخ والدتي علي، وتأثير هذه الأحداث القديمة في شخصيتي كثيراً، أكره النقد بشدة ولا أتقبله أبداً، وأشعر بالوحدة والحزن، وإذا خانني صديق أو أفشى سري، أتركه للأبد ولا أستطيع مسامحته.
أغضب بسرعة، بسبب عدم قدرتي على التعبير عن مشاعري، لأني أعيش في عائلة تستهزئ بالمشاعر، لا أشعر بالسلام الداخلي، وأعيش دائمًا في صراع نفسي، أتكلم أثناء نومي، وأحلم دائمًا بأنني في خلاف مع أحد أفراد أسرتي، وأصرخ وأكون متألمة في الحلم، لقد تعبت من حياتي كثيرًا، فأنا لا أعرف من أنا، وماذا أريد، حتى أنني لا أعرف ما أحب، أو ما لا أحب، عندما أكون وحدي، أفكر في الانتحار كثيرًا، ولكني أخاف من الإقدام عليه؛ لمعرفتي بحرمته.
قد تستغربون إذا قلت لكم إني أحمل إجازة في القرآن الكريم، وأمتلك صوتًا جميلًا جدًّا في التلاوة، ولكنني لا أستطيع أن أستغل هذه الموهبة، بسبب عدم قدرتي على التحكم في حياتي، فأنا لا أشعر بالاستقرار أو الأمان أبدًا، وأحيانًا أكره أهلي وحياتي كثيرًا، وأتمنى لو ولدت يتيمة.
لا أُقدِّر النعم التي وهبها الله لي، ولا أعرف كيف أعيش حياتي، أعرف أن أهلي يحبونني، ولكن يوجد في داخلي جزء ينكر محبتهم لي، ويشعرني دائمًا بالنقص، لا أثق بنفسي أبدًا، مع أن الناس يعتبرونني ذات شخصية قوية وقيادية، أسمع كلمات المديح من المعلمين في الجامعة، ولكن هذا لا يغير شيئًا، في الحقيقة لا أثق بنفسي أبدًا.
أخاف في المستقبل من أن أرتبط بإنسان لا أدرك قيمته ولا أعطيه حقه، وأخاف أيضًا أن أعيش كل حياتي بهذا الخوف والتوتر، وعدم الاستقرار.
إذا نظر إليَّ أي شاب في أي مكان، أعتقد أنه يقصدني بنظراته، وأوهم نفسي بأنه يحبني، أفتقد للحنان من أمي وأبي، لأن عائلتي كبيرة، ومكونة من 8 إخوة وأخوات، وأنا أوسطهم، عندما كنت طفلة كنت ضعيفة البنية، وكنت آخذ كثيرًا من وقت والدتي، لذلك فهي الآن دائمًا تتهمني بأنني أشغلتها عن الاهتمام ببقية إخوتي، وعندما أود معانقتها أو تقبيلها تتهمني بالأنانية؛ لأنني آخذ من وقتها كثيرًا على حساب إخوتي، وهذا غير صحيح، فأنا أعيش بعيدة عنها في سكن جامعي، وحاجتي إلى الحنان طبيعية جدًّا.
دائمًا أبحث في صداقاتي عن شخص يستمع لي ولمشاكلي، لذلك تنتهي صداقاتي بالفشل الذريع، بسبب الثقة التي أعطيتها للشخص الذي أمامي.
أنا متعبة جدًّا، وحاليًا ألجأ إلى النوم، كحلٍّ للهروب من مشاكلي وحزني، أرجوك يا دكتور ساعدني، فأنا على شفا جرف هار، وأعاني من هذه المشاكل منذ كنت طفلة صغيرة.