السؤال
سيدي السلام عليكم ورحمة الله
لي ثلاث أطفال أكبرهم تبلغ 10 سنوات، وظلت طفلة وحيدة حتى بلغت 6 سنوات، وذلك لأنها مريضة بالصرع وتتعالج بالدباكين، وهو مسيطر على النوبات منذ كان عمرها عشر شهور, وبعد فترة وإلحاح من زوجي أنجبت طفلين الثاني عمره 5 سنوات والأخير عمر 3 سنوات، وعلاقتي أنا وزوجي مليئة بالخلافات ونعيش في أحد الدول العربية بعيدا عن بلدنا الأصلي وعلاقتنا الاجتماعية محدودة جدا..
مشكلتي يا سيدي مع ابنتي الكبرى فهي متأخرة دراسيا جدا حتى إن مدرستها لا تريدها وطالبت بنقلها، ولكن الأمر الأسوء هو عنفها الشديد مع أخوتها والآخرين ودائما تعتقد أن الجميع يكرهها ولا أحد يحبها بذلت مجهودا كبيرا لإقناعها بأنها محبوبة، ولكنها ترى أنها فاشلة وغير محبوبة وصورتها سلبية عن نفسها.
وبالفعل سيدي عنفها ورغبتها في تقليد الصبية في اللبس والحركات واللعب معهم، ورفض اللعب مع البنات جعلها مرفوضة من كلا الطرفين، ولكنها تزداد عنفا بسبب ذلك.
ازداد الأمر سوءا عندما اكتشفت أنها تسرق مني، وتخبأ المال في دولابها، أول مرة خاصمتها لمدة يوم، وعرفتها برفق أن هذا حرام.
وفي المرة الثانية طلبت منها أن نجلس سويا، ونتكلم عن ما يدفعها لذلك رفضت الكلام، فجلست معها وقرأنا سويا علي الانترنت السرقة في الإسلام، وشرحت لها معني الأحاديث، وطلبت منها الالتزام بالصلاة، ثم تكرر الأمر أكثر من مرة حتى بدأت تسرق من محل البقالة أسفل المنزل، وتطور الموضوع إلى السرقة من محل آخر وتخبئ ما سرقته في ملابسها شعرت ساعتها أن أمرا غريبا يحدث ولم ترد أن تحدثني بما فعلته، فطلبت من والدتي التي كانت في زيارة لنا معرفة الأمر، فعرفت أمي ما سرقته فطلبت منها أن نذهب سويا للمحل، واعتذرت للبائع، ورددنا ما سرق، وأوضحت لها أن الشرطة قد علمت بفعلتها وأنهم يراقبونها، وبالفعل لم تسرق من خارج المنزل مرة أخري خوفا من أن تمسك بها الشرطة، استمر ذلك عامان حتى الآن، واعتقد أنها اكتفت حتى أتت أمس، وحكت لي أنها مازالت تسرق من المنزل وأنها تفعل ذلك انتقاما مني على رفضي بعض طلباتها مثل شراء الحلوى، أو شرب المياه الغازية، وأنه كلما رفضت طلبا تبدأ بالغليان من الداخل، لا يهدأ حتى تسرق مني شيئا، حتى لو حلوى أو بعض مقتنياتي الخاصة, وأنها تشعر بعدها بالسعادة وتهدأ.
تفهمت قولها وأخبرتها، كم أنا سعيدة بصراحتها, وأنني أعرف كم هو صعب أن نواجه بالرفض والعقاب أحيانا، وأخبرتها أني ما أرفض لها طلبا إلا حبا فيها وخوفا عليها من أن تتسبب تلك الممنوعات في مرضها، وأنني أفعل ذلك معها ومع إخوتها على حد سواء، فرحت بكلامي وحضنتني وسألتني إذا مازلت غاضبة منها، فقلت لها أن الغاضب الآن ليس أنا بل الله لأن ما تفعله حرام، وأن عليها أن تراجع نفسها، وسألتها هل ستستمرين بالسرقة، فأجابت نعم لأنه الأمر الوحيد الذي يسعدني، لم أدري، ماذا أقول لها؟ سوى أنها سعادة تغضب الله، وأنها ليست علاجا للغضب بداخلها، وإلا لذهب الغضب للأبد، وما كررت السرقة، وطلبت منها عندما تغضب وتشعر بالرغبة في السرقة أن تخبرني وأنا سأساعدها على أن تكون سعيدة، وتتخطي الغضب بدون سرقة، وأن عليها أن تقرر وتكون صادقة معي هل ستسرق مرة أخرى، وأنني سأترك لها فرصة للتفكير؟ وبعد فترة أتت وقالت لي أنها ستجرب طريقتي.
وفي نفس اليوم غضبت لأنني أخذتها للحديقة لمدة ساعة فقط، ولم نمكث أكثر وأخبرتني بغضبها فقلت لها فكري في شي يجعلك سعيدة فقالت مثل ماذا فقلت لها أمثلة، فضحكت وهدأت وأخذت تلاعب أخواتها الصغار بهدوء.
مشكلتي سيدي أني خائفة من أن يصبح هذا طبع في ابنتي أو أن تكون مريضة ولا اعلم كيف أتعامل مع الموقف الذي أشعر أنه أنهكني مع العلم أن والدها علم في احدي المرات فقط ورصد لها مصروفا أسبوعيا ظننا منه أنها تسرق لحاجتها للمال، واستمر الأمر سيدي ولم أخبره خوفا عليها من عقابه نظرا لعصبيته الشديدة.
أخبرني بالله عليك كيف أتصرف وماذا أفعل؟، وهل أسلوبي معها خطأ أم صواب وهل ألجأ للعقاب؟ الذي أخاف منه خوفا أن تزداد الحالة وأن تخبئ تصرفاتها عني؟
آسفة على الإطالة.