الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحقق التوازن بين اهتماماتي الدينية والدنيوية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعضاء الموقع الكرام: جزاكم الله خير ونفع بكم الأمة.

أنا فتاة مصرية، من الله علي بالمشاركة في الثورة المصرية العظيمة مثل معظم بنات مصر، ورغم كل انجازات الثورة المجيدة إلا أنني بدأت اهتماماتي تكون دنيوية بعكس زمان، فأنا -الحمد لله- ملتزمة، وكنت لا أفكر في شيء إلا من ناحية إرضاء الله تعالى، وكنت أشعر بالقرب منه عز وجل، لكن بعد الثورة اكتسبت حب وطني، ذلك الحب الذي طالما بحثت عنه فلم أجده سابقا، ولكن للأسف بدأت أركز كل اهتماماتي اليومية بالأخبار ونشرها عبر الفيس بوك، وتبادل التعليقات، ومنها بدأت أشعر بنفسي كلما زاد إعجاب الناس برأيي -لأن الناس حتى أسرتي لم يكونوا يعيرون اهتماما برأيي، خصوصا السياسي - وأخشى على نفسي الغرور أو العجب.

حالي كحال معظم المصريين أشارك في نشر الإشاعات حتى لو بغير قصد، واتهام الناس بالباطل من كثرة الأخبار المطروحة، حتى إن تصفح مواقع الأخبار يوميا أصبح شهوة يومية، وبدأت أشعر أني بعيدة عن الله عز وجل رغم أني والحمد لله ما زلت مواظبة على عباداتي ونوافلي وقيام الليل، لكن بدون خشوع حتى إني أصبحت أشعر أن قلبي مات.

أجتهد يومياً في قيام الليل، وأستغفر الله وأتوب عن كل ما فعلته هذا اليوم، وأرجع اليوم التالي:

باختصار مشكلتي هي التطرف في الاهتمامات والمشاعر بالانشغال 24 ساعة بشيء على حساب كل شيء، حتى في رمضان أرفض مقابلة أي خاطب حتى لا أشغل تفكيري وأفقد نفحات الشهر.

سؤالي لحضراتكم:

1- كيف أحقق التوازن بين اهتماماتي الدينية والدنيوية بشكل لا يطغى على الآخر، والتوازن بشكل عام في حياتي؟

2- ما هو القدر المحمود من الإعجاب بالنفس لأني أشعر أني إما أن أفقد الثقة في النفس أو أكون مغرورة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مصرية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب وأسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه، وإن ييسر لك كل عسير.

أختنا الفاضلة : جميل أن يعيش المرء لهدف يسعي لتحقيقه والأجمل منه أن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله عز وجل، لذلك أختي الكريمة أنا لا أرى فصلا بين العمل الديني والعمل الدنيوي، إذ الأعمال الدنيوية لها بعدها الديني إذا اقترنت بالنية الصالحة، فرفع الظلم ومحاربة الفساد مطلب شرعي لمن قدر عليه، وعند اقتران ما فعلتم وما تفعلونه على أسس صحيحة بعيدة عن التهويل والتهوين، وبعيدة كذلك عن اتهام الناش بالباطل، عندما يقترن بالنية الصالحة يصبح نوعا من أنواع العبادة ففيه أمر بالمعروف ونهي عن المنكر .

إذن بارك الله فيك التوازن الذي تنشدينه يكون حاضرا إذا أخلصت النية لله عز وجل في كل عمل دنيوي تقومين به .

أما سؤالك الثاني في الفرق بين الثقة بالنفس والغرور، فالغرور أن تنسبي ما قمت به إلى جهدك الذي قمت به منفصلا عن توفيق الله وتسديده لك ، والثقة بالنفس هي معرفة القدرات الشخصية مع الإيمان الكامل بأن الموفق والمعين هو الله، فلا حول للعبد ولا قوة إلا به سبحانه .

أود في الختام أن أنبه أختنا الفاضلة على أن عدم مقابلة الخطاب وعدم الاهتمام بذلك أمر سلبي، والزواج شرع الله عز وجل، والنبي حذر من رفض صاحب الدين والخلق ، والأيام تمر يا أختنا فاحرصي رحمك الله على الاهتمام بذلك ، فنعم الرجل الصالح للمرأة الصالحة ، وفقك الله وسدد خطالك ورزقك الإيمان والإخلاص في القول والعمل .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً