الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي بطء بالكلام وتأتأة وأصبحت أنغلق على نفسي كثيراً... فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أعاني من بطء في الكلام وتأتأة، وكذلك الخجل من الكلام مع الناس، لأني إذا تكلمت معهم يعيرونني في الكلام، وبسبب ذلك ألزم الصمت عنهم، أصبحت وحيدة، ولذا أرجو من الله ثم منك أن تساعدني في حل المشكلة، تعرف الناس لا يرحمون، أريد الرد والعلاج ضروري، وذلك أنه كم من المرات يتقدم لي من ينوي الزواج بي، ولكني أرفض بسبب البطء والتأتأة في الكلام.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فإن التأتأة في الكلام والخجل من الناس كلها ناشئة من حالات حالة القلق البسيط، وبالنسبة لما وصفته بالبطء في الكلام، فأنا أعتقد أنه ربما يكون كلامك سرعته طبيعية، لكن نسبة للقلق ظهر لديك هذا التفكير الوسواسي الذي أعطاك الانطباع بأن الطريقة التي تتكلمين بها بطيئة، والقلق إذن هو الرابط الأساسي الذي جعلك تشعرين بهذه الأعراض.

القلق دائمًا يجعل صاحبه ينظر إلى الأمور بشيء من المبالغة وتكبّر لديك وتجسم وتضخم، وهذا بالطبع يزيد أيضًا من القلق ويجعل الإنسان حساسًا جدًّا ويقيم نفسه بصورة غير صحيحة، كل هذا نقول أن علاجه يأتي من خلال التجاهل، ويجب أن لا تعتبري نفسك بطيئة في الكلام، فأنت لست بطيئة في الكلام، ربما تكونين حذرة بعض الشيء؛ لأن الخجل والتخوف من التأتأة جعلك لا تنطلقين بالكلام كما هو مطلوب.

فإذن التجاهل هذا أمر مطلوب جدّا، وعليك أيضًا بصحبة الخيرات من الفتيات، فأنت ذكرت أن الناس يعيرون الإنسان حين يكون لديه اضطراب في الكلام، البعض يقوم بذلك، ولكنّ الأخيار والأفاضل من الناس لا يمكن أن يقوموا بذلك، فحتى تبني صورة إيجابية عن نفسك وعن الآخرين، دائمًا تخيري الصحبة الطيبة الصالحة، هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى أنا أريدك أن تزيدي من التواصل الاجتماعي، فأنت لازلت في المرحلة الطلابية، وسوف تكون فرصة طيبة لك لتشاركي زميلاتك وأخوات الطالبات في كل الأنشطة المدرسية والأكاديمية، وإن كان هنالك أي نوع من النشاط الثقافي فأرجو أيضًا أن تشاركي فيها.

إذا تواصلت مع أحد الداعيات أو ذهبت إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن بالمملكة فهذا أيضًا سوف يكون له عائد إيجابي علاجي كبير عليك، لأنك سوف تكونين في محيط مطمئن لا يحس فيه المرء بالخوف ولا بالرهبة، وفي ذات الوقت سوف تتم سعادتك من خلال التدرب على مخارج الحروف ومداخلها وكيفية تلاوة القرآن، ويعرف أن القرآن الكريم يزيد من طلاقة اللسان.

علاج آخر يجب أن تتدربي عليه، هو تمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة جدًّا، ويمكنك أن تتدربي عليها من خلال تصفح أحد المواقع على الإنترنت التي تبيّن كيفية هذه التمارين، وهنالك طريقة تعرف بطريقة جاكبسون، من الطرق الجيدة والمفيدة لتمارين التنفس المتدرج، وكذلك قبض وشد وإطلاق العضلات بصورة متدرجة.

الأمر الأخير هو أن قلق المخاوف من هذا النوع يستجيب للعلاج الدوائي بصورة جيدة، وهنالك أدوية لا تتطلب وصفة طبية، كما أنها سليمة جدًّا، منها عقار لسترال والذي يعرف تجاريًا أيضًا باسم (زولفت) واسمه العلمي هو (سيرترالين) لا مانع من أن تتناوليه بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء،
هذا دواء ممتاز ومزيل للمخاوف والقلق والوساوس.

من الأشياء التي وجدت أيضًا أنها مفيدة هو أن تقومي بإجراء تمارين تدريبية تساعدك في التواصل، مثلاً قومي باستعراض موضوع معين، تحدثي فيه بإسهاب،
وتخيلي أنك أمام جمع كبير من الناس، وقومي بتسجيل ما سوف تقومين بإلقائه من خلال استعراضك لهذا الموضوع، وبعد ذلك يمكنك أن تستمعي لما قمت بتسجيله، وتكرري ذلك عدة مرات، هذا وجد أيضًا من الوسائل الجيدة جدًّا التي تساعد على طلاقة الكلام، وسلي الله تعالى أن يحل أي عقدة من لسانك وأن يسهل أمرك، وبارك الله فيك، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر مصطفى ابواسماعيل

    شكر ا الموضوع جميل جدا

  • أمريكا أم ابراهيم

    جزاكم الله خيرا على سعيكم في الخير وتهدئة الفتاة نفسيا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً