الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي اكتئاب وأشعر بإحساس بالموت واهتزازات في كل جسمي، فما العلاج؟

السؤال

السام عليكم..

أنا شاب أبلغ من العمر (31) سنة، أصبت منذ حوالي سنة وتسعة أشهر بمرض الاكتئاب، وذهبت على إثرها إلى طبيب نفسي، حيث شخص حالتي ووصف لي أدوية وهي الريسبيردال (2 ملغ) والتيغريتول (200 ملغ) والسيبريلاكس، وداومت على الأدوية، وكان بين كل فترة وأخرى يغير لي بعض الأدوية، والآن أنا أستخدم الريسبيردال بمعدل حبة يومياً، والتيغريتول بمعدل حبة يومياً، والزولفت بمعدل حبة يومياً، - والحمد لله - أنا في تحسن، لكن هناك أشياء تزعجني ولا أعرف أسبابها، وهي إحساسي بأني سوف أسقط وأموت أو بأنه سوف تحصل لي جلطة في يدي وستشل يدي عن الحركة، علماً بأن والدي مصاب بجلطة في المخ، ولدي أيضاً اهتزازات في جسمي، وتحصل لي دائماً أثناء النوم، وأخبرت الدكتور بها وقال لي أنها كهرباء زائدة في المخ، فما علاج هذه الأشياء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بحريني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، نسأل الله أن يفرج همومك.

أخي: البحرين بها خدمات طبية نفسية ممتازة جداً، وهنالك عدد كبير من الأطباء المتميزين، وأنت أحسنت حين ذهبت إلى الطبيب، وأعتقد أن تواصلك مع الطبيب هذا هو الأمر الأفضل والأجود، ومن ناحيتنا أقول لك أن الأدوية التي أعطيت لك هي أدوية فعالة وممتازة، وغالباً ما تستعمل لعلاج الاكتئاب النفسي المرتبط بتقلبات المزاج أكثر من استعمالها لعلاج الاكتئاب النفسي المطبق، أي الذي لا تخلله أي تقلبات مزاجية.

الأدوية تتطلب الصبر ليتحصل الإنسان على فعاليته الجيدة، وفي ذات الوقت من الضروري جداً أن تأخذ وتطبق الآليات العلاجية الأخرى مثل ممارسة الرياضة، وأن تكون إيجابياً في تفكيرك، وأن تدير وقتك بصورة جيدة، وأن تكون حريصاً على صلوات في المسجد، وأن تتواصل مع إخوتك، وأن تبر والديك، وأن لا تنسى أرحامك وجيرانك، هذا يا أخي كلها تضيف إضافات إيجابية جداً للصحة النفسية للإنسان، والاكتئاب يسيطر على الناس من بوابة التفكير السلبي دائماً تجد صاحب الاكتئاب ينظر إلى نفسه بصورة سلبية، ويرى الماضي أنها فترة مظلمة ويرى الحاضر أيضاً من منظار سلبي، وينظر إلى المستقبل بأن لا أمل فيه، وهذه أفكار خاطئة يجب أن تستبدل بأفكار إيجابية.

بالنسبة لتأثرك بحالة الوالد هذا يحدث لكثير من الناس، خاصة الذين يتمتعون بشخصيات حساسة أو لديهم الميول الكبير لما نسيمه بالتأثر الإيحائي، وهي أن الإنسان قد يأخذ من أعراض من حوله أو من يعرف، لكن في نهاية الأمر لن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم، هذه يجب نأخذ بها ونبني قناعتنا على هذا الأساس.

بالنسبة لزيادة كهرباء الدماغ الطبيب قام مسبقاً بإعطائك عقار تقراتول (Tegretol) والاسم العلمي هو كاربامزبين (Carbamazepine) وهو عقار جيد جداً، يجعل خلايا الدماغ في مسارها الصحيح، ويتم التحكم في البؤرة التي تنطلق منها هذه الزيادة الكهربائية، وإذا كانت هذه الأعراض - أي الاهتزازات في الجسد - لا زالت موجودة ولم يكن سببها القلق أعتقد أنك ربما لحاجة لزيادة جرعة التقراتول، لكن هذا الأمر أتركه لطبيبك، وهو - إن شاء الله تعالى - متفهم لذلك.

أخي الكريم: إحساسك الحالي بأنك سوف تسقط وسوف تموت وأنك سوف تصاب بالجلطة هذه مخاوف قلقية، والخوف والوسواس القلقي دائماً الإنسان يتعامل معه من خلال التجاهل والتوكل، ومن خلال الدعاء، - وإن شاء الله تعالى - الأدوية التي تتناولها سوف تساعدك كثيراً.

وللفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 )

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً