الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد علاقتي بتلك الفتاة... ساعدوني على التوبة والعودة إلى الله

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 27 سنة، كنت أصاحب وأتكلم مع فتاة، ولا أعلم إن كنت أتلاعب بمشاعرها، ولكني فعلا أعترف أني أخطأت، وعملت بعض الأمور المحرمة، وقد تعلقت بها كثيراً، وأريد أن أتوب إلى الله، وأطهر قلبي من هذه الأمور كلها.

الفتاة متعلقة بي كثيرا، وقد كانت جيدة معي، ولكني أريد مرضاة الله؛ لأني أذنبت كثيرا، وربي أمهلني كثيرا، فسبحانه ما أحلمه وأكرمه، انصحوني بعدة أمور أفعلها لأتوب وأحب الله وأبتعد عن الشهوات؛ لأني عصيت الله كثيراً، وبعدي عن الله سبّب لي التوتر واهتزاز ثقتي بنفسي.

أسأل الله العظيم أن يغفر لي ولكم ولجميع المؤمنين والمؤمنات، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،

مرحبا بك -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يتوب عليك، وأن يطهر قلبك ويحصن فرجك.

لا شك -أيها الحبيب- أن شعورك بالندم على ما فات من ذنوبك وتفريطك في جنب الله تعالى، علامة على خير يريده الله عز وجل بك، ونحن نبشرك -أيها الحبيب- بأن التوبة تمحو ما قبلها من الذنوب والآثام، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، وأخبر الله تعالى في كتابه بأنه يبدل سيئات التائب حسنات، وأنه سبحانه وتعالى يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وكذلك الأحاديث النبوية؛ ولذا فنحن ندعوك أن تسارع إلى التوبة، وهي بأمر الله تعالى سهلة يسيرة، فتندم على ما كان منك من الذنب، وتعزم على أن لا تعود إليه في المستقبل، وتتركه في الوقت الحاضر، فإذا فعلت هذه الأمور الثلاثة فقد تمت توبتك.

ونحن على أمل من الله تعالى بأن يقبل منك هذه التوبة، ولا يردك خائبًا، فإنه سبحانه وتعالى أخبر في الحديث بأنه يُقبل على عبده كلما أقبل العبد عليه، فمن تقرب إليه شبرًا تقرب إليه ذراعًا، ومن تقرب إليه ذراعًا تقرب منه باعًا، ومن أتاه يمشي أتاه الله عز وجل هرولة، وهذا كله جزاء للعبد بجنس عمله.

فبادر أيها الحبيب بالتوبة والإقلاع عن ذنوبك، واعزم في قلبك على عدم الرجوع إليها، وسترى الخير كله في حياتك.

فنصيحتنا لك أن تأخذ بالأسباب التي تعينك على الثبات على هذه التوبة، ومن أهم هذه الأسباب الصحبة الصالحة، فحاول أن تنقطع عن البيئة القديمة، تقطع علاقاتك بهذه الفتاة، واصطحب الأخيار، وأكثر من مجالستهم، وستجد حالك -بإذن الله تعالى- يتبدل كل يوم إلى ما هو أفضل، ولا تستمع لنزغات الشيطان إذا دعاك إلى الوفاء لهذه الفتاة فيما كان بينكما من العلاقة، أو محاولة ترقيق قلبك تجاهها بحجة أنها متعلقة بك وأنها تحبك وغير ذلك من تزيين الشيطان وخطواته التي حذرنا الله عز وجل في كتابه بقوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان}، إلا إذا كنت جادا في أمر الزواج وتريد الارتباط بها، وهذه الفتاة إن أراد الله عز وجل بها الخير فسيوفقها أيضًا للتوبة والإقلاع عن هذا الذنب المحرم.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير وييسره لك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً