الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي وأهلي يرفضون ارتدائي لحجابي يوم زفافي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا بعمر 21 عاماً، في الأسبوع المقبل سيكون يوم زفافي، من أكثر الصفات التي أشتهر بها هي: أنني معقدة ومتشددة ومغلقة، وعندما كنت في الصف الأول الثانوي تغيرت إيمانياً للأفضل، فتحولت من لبس القصير إلى لبس الحجاب والجلباب، بينما عائلتي المصغرة والمكبرة معروفة بالبعد عن الدين، استمرت خطبتي 8 أشهر، وكان خطيبي قبل الخطبة لا يعرف الصيام والصلاة، والآن - الحمد لله - هو يصلي ويصوم ويقرأ القرآن.

مشكلتي أن الأعراس في عائلتي مختلطة، ولا تأثير لي على أن أغير عائلة مكونة من 8000 فرد، فأردت أن ألبس الحجاب يوم الزفاف، قبل 4 أشهر الجميع كانوا رافضين، ومع هذا لم أستسلم، ونجحت في إقناع خطيبي أن ألبسه بالسر، ولكن علاقة خطيبي بوالدتي قوية، فاستطاعت أن تقنعه، والبارحة أحدثوا لي مشكلة كبيرة.

فكرت أن أطلق منه، وأن لا أتزوج، إلا أنني أتوقع بأن حياتي ستصبح أكثر صعوبة، لا يريدون أن يروا حجابي، وأدعو الله كثيراً أن يجعل مماتي قبل خطيئتي، وأنا كل الوقت أستغفر وأطلب من ربي الرحمة، لأن في داخلي ناراً، وليس بمقدرتي تحملها، ولا أستطيع أن أتخيل نفسي عارية في ليلة العمر أمام الرجال الأجانب.

أرجوكم أريد رداً سريعاً يفيدني، أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلاً بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن ينجيك مما تخافين، وأن يجعل حياتك سعيدة، وأن يتمم لك الزواج على خير.

أختنا الفاضلة: جزاك الله خيراً على موقفك، واعلمي أن الله لن يخذلك، وأنه معك، وسيجعل الله لك بعد عسر يسراً إن شاء الله.

على أننا ابتداء نرفض أن تفكري بالموت أو الطلاق، فهذا أمر سلبي لا نرضى أن تفكري به، أو يتطرق تفكيرك إليه، بل نريد منك أن تركزي في كيفية الخروج من هذا الشيء بأقل الخسائر، ونكرر -أختنا- بأقل الخسائر.

نتصور أن الخروج من هذا الشيء بما يلي:

أولاً: يبدو أن والدتك لها تأثير كبير، فابدئي في إقناعها، وهذا أمر يحتاج منك إلى جهد، لأن أمك لا تفعل هذا لأنها تكره التدين أو تكره راحتك أبداً -أختنا- بل لأنها اعتادت على مثل هذا النوع من الأعراس، فهي تنظر إليك على أنك متشددة، وتظن أنها بذلك لن تفرح، وقد تخاف من حديث العائلة عن عرس مظلم كما يقولون، لذلك قلت يحتاج منك إلى جهد.

ثانياً: في كل عائلة هنالك رجال مؤثرون في اتخاذ القرارت، وأنت بالتأكيد تعلمين من هؤلاء، فحددي تلك الأسماء وابدئي الحديث إليهم باللغة التي يفهمونها، فمن كان فيه تدين حدثيه بالدين، ومن كان بعيداً عن التدين لكن عنده النخوة والغيرة حدثيه بهذا الأمر، وهكذا، على ألا تحدثيهم في جماعة، فإن الجماعة يعتضد بعضها ببعض في الخطأ.

ثالثاً: لا تغضبي من زوجك، لأن خلفيته الشرعية كما ذكرت ضعيفة، وهو حديث التدين، وأراد أن يرضي أمك كما هو العرف والعادة، فلا تغضبي، لكن اجتهدي في التأثير عليه مع إظهار محبتك له، ورغبتك في الزواج الشرعي القائم على مرضاة الله عز وجل.

رابعاً: أكثري من الدعاء أن يفرج الله همك، وأن يزيل تلك العقبات، واعلمي أن الله عز وجل قريب مجيب الدعاء.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يفرج همك، وأن يجعل عرسك على ما يرضي الله ورسوله.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة