السؤال
أنا بحمد الله متفوقة في دراستي, وأحقق المركز الأول, ومراكز أخرى متقدمة في عدة أمور, وبالرغم من أني أعترف بأنها نعمة من الله أعجب بنفسي, وأرى غيري أقل شأنًا مني, فلو سألتِ المعلمةُ زميلة لي من اللواتي يهملن دراستهن أقول في نفسي: إنه من المستحيل أن تعرف الجواب.
أنا أتعامل مع الناس باحترام, وأحب مساعدتهم, بل وأعرضها قبل أن يسألوني, وهذا على وجه العموم -وليس للجميع- لكن الشيطان يدخل ليعظِّم نفسي, وأنني أنا التي أعرف, وأنا التي أستطيع المساعدة, بل إنني أتضايق أحيانًا لو طلبت إحدى الصديقات أو الزميلات المساعدة في أمرٍ ما من أحد آخر, خاصة إحدى أقرب صديقاتي إلي, ثم أحاول بعدها ألا أهتم, لكن الشيطان لا يتركني, فهو يريد لي دائمًا أن أشعر بأنني الأفضل, وأنني أعرف أكثر من الآخرين, وأنني أفكر بطريقة أحسن منهم, وأحيانًا أحتقر الناس لأشكالهم, ثم أعرض عن الأمر, ولا أفكر فيه, لكنه قد يعاودني من جديد.
أيضًا لو علمت شيئًا ورأيت غيري لا يعرفه, أو لو قمت بعمل جيد لم يعمله أحد غيري أعجب بنفسي, وغيري أعني به: كل الناس أيًّا كانوا.
المشكلة الثانية هي: أنني أحب الثناء, وأنا أعلم أنه لو أتى دون السعي إليه وفرح به المسلم فلا بأس, لكني أخشى أن الأمر قد تحول معي إلى رياء, وأنا أخاف من أن يدخل الرياء نيتي؛ فيحبط عملي, وأنا أحاول تجنبه, وكثيرًا ما أخفي عملي, وأدعو الله بالإخلاص, وأجاهد نفسي, لكني لا أزال قلقة بشأن الأمر, وحتى لو عملت شيئًا جيدًا ففي لحظة قد أريه لأحد أو أخبره به فأنسفه, بالرغم من أنه يكون عملاً رائعًا وكبيرًا, بل وشاقًّا أحيانًا على النفس, فأسمع الثناء ثم أتحسر أشد التحسر, ولكن بعد فوات الأوان, والرياء من الشرك, وأيضًا إرادة الإنسان الدنيا بعمله, وأعلم تمامًا أن الإعجاب بالنفس من الثلاث المهلكات, وأنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه أصغر مثقال ذرة من الكبر, والله سبحانه ينظر إلى قلوب العباد وأعمالهم, ولا تخفى عليه خافية, وأنا أريد أن يطهر ربي قلبي قبل أن ألقاه.
جزاكم الله خيرًا, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.