السؤال
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.
مشكلتي بدأت منذ أيام، أصبحت كلما أمر برجال في الشارع، ومظهرهم يدل على الالتزام أبدأ بالتفكير مباشرةً بأني سأنال إعجابهم لأني أرتدي الحجاب، وقد أحظى بأحدهم زوجًا في المستقبل، وبدأ هذا الشعور يسيطر علي، حتى إني بدأت أشعر بأني غير مخلصة لله في ارتداء الحجاب، وأني أرتديه للحصول على زوج صالح.
ولكن نيتي أصلاً بأني أرتديه طاعةً لله، وهو فرض على المرأة المسلمة، وأنه سواء رزقني الله بزوج أم لا، فأنا أرتدي الحجاب لله، امتثالاً لأمره، وخوفًا من عقابه، كما أني أحب الحجاب، وأشعر بالعزة حينما أخرج به.
كما أنني بعد التحاقي بحلقة تحفيظ القرآن الكريم، كانت نيتي منذ البداية إحاطة نفسي بالرفقة الصالحة، والتعلم من أخلاقهن، وتزكية نفسي، والآن أصبحت أشعر أني حين أذهب للمسجد بحجاب حسن ومرتب، أني لست مخلصةً لله في ذلك، وأني ذاهبة فقط لنيل إعجاب إحدى النساء اللاتي معنا، لعلها تختارني زوجةً لابنها.
ليست هذه غايتي، وأعلم أن من كان من نصيبي سيأتيني في وقته الذي اختاره الله، ولكن هذه الأفكار تتعبني، ولم أعد أستطيع أن أميز، إن كانت هذه بالفعل نيتي أم هي وساوس.
وكذلك احتسبت نيتي في الدراسة لله، ونفع المسلمين، وكلما سألتني إحدى النساء عن دراستي أخبرتها بذلك، ثم أشعر أني أسمّعها، لأني حدثتها عن عمل أتعبد به لله، وأني أخبرتها بذلك لتعجب بي، وتختارني زوجةً لابنها.
وأيضًا حينما أغض بصري في الشارع تحدثني نفسي أني أفعل ذلك ليعجب بي الرجال، ويقولون عني بأني فتاة محترمة، وصالحة، ويرتضونني زوجةً.
لا أنكر أبدًا أني أريد الزواج، وأدعو الله دومًا أن يرزقني زوجًا صالحًا مُصلحًا، وهذا ما جعلني أشك في نيتي أكثر، هل فعلاً أنا أفعل كل هذا لأنال زوجًا صالحًا؟ هل أطلب عرض الحياة الدنيا بعمل الآخرة؟ وماذا لو كان عملي مردودًا علي، وأنا أظن أني أحسن صنعًا؟ وهل أنا غير مخلصة؟
أدعو الله في كل مرة أن يصلح فساد قلبي، ويصلح نيتي، وأن يرزقني الإخلاص في القول، والعمل، والقصد، وأستعيذ به سبحانه من الشرك، والرياء، والسمعة، ولكني خائفة من أني أشركت مع الله غيره.
احترت، ولا أعلم ماذا أفعل؟ فكلما أردت محاسبة نفسي، ومراجعة أفعالي ونيتي لأفهم المشكلة، وكلما حاولت أن أصلح، تتشعب بي الأحوال أكثر.
أرجو مساعدتي، أريد أن أكون مخلصةً لله، وجزاكم الله خيرًا.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

