الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قطعت علاقتي بأقاربي لاتهامهم لي بشرب الخمر؛ فأرشدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في يوم من الأيام سافرت إلى إحدى الدول الخليجية لزيارة أقاربي في سنة 2008 ، أحد أقاربي تبلى علي وكأنني شيطان، وقال عني أني أشرب الخمر، فالناس أخذت عني فكرة سيئة، وأنا أقسم بالله أني لم أشرب، وأصبحت حياتي يرثى لها، وإلى الآن لم أزر أقاربي، ولا هم يزورنني في الأساس.

فما الحل يا جماعة الخير؟ وإلى الآن لم أقابل أحدا، وقد أخذت فكرة سيئة عن الناس كلها بسبب ذلك اليوم.

والله الموفق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أخي الكريم: أشكر لك تواصلك مع موقعنا إسلام ويب، لأن تواصلك معنا يسعدنا، ويشعرنا بالأخوة الإسلامية العظيمة التي أنعم الله بها على أهل الإسلام، وقد لاحظت أنك زرت أقاربك قبل أربع سنوات تقريباً في تلك الزيارة كان عمرك (17) عاما تقريبا، وهذه فترة طويلة بين الموقف الذي أزعجك، والوقت الحاضر، وفي هذا الوقت تتغير كثير من الأمور، بل تتغير صفات كثيرة في كل إنسان.

ومن خلال سؤالك يبدو أن أقاربك أصحاب أخلاق ودين وقيم، فهم يحبون الفضائل، ولذلك استنكروا هذه المقولة التي رميت بها، ولذلك عليك بتصحيح الصورة الذهنية التي تكونت لديهم عنك بالتواصل معهم، والدعاء لهم، وذكرهم بالخير، وتطبيق قول الرسول صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا)، فانظر إلى أقربهم إليك نسباً، فأرسل له هدية، ولو كانت صغيرة.

كما أن عليك أن ترسل أخبارك حتى يطمئنوا عليك، ووضح لهم اسم المركز الإسلامي الذي تصلي فيه في أمريكا، واجعل إمام المسجد يكتب رسالة لأقاربك يبين لهم مشاركتك الدعوية في المركز إذا كان ذلك بالإمكان، وأرسل صورك مع زملائك بعد صلاة الجمعة في المسجد حتى يعرفوا توجهك، ومن هم أصحابك، ومجتمعك الذي يحيط بك. وأنك بعيد عن الخمر وأهله، وستجد أن مجتمع المسجد سيساعدك في الحصول على عمل ووظيفة مناسبة، وكذلك سيكونون خير معين لك في الحياة والغربة، فالمؤمن قوي بإخوانه ضعيف بنفسه.

وفي الختام أسأل الله لك التوفيق والسداد، والنجاح في الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً