الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المخاوف المصاحبة للقلق والاكتئاب وعلاجها

السؤال

السلام عليكم دكتوري الفاضل.

أنا متزوجة وعندي طفلان, أعاني منذ حوالي السنة من الوهم المرضي, ومن وسواس الخوف من مرض السرطان, أي إحساس بألم عضوي في البطن, في الرأس, في الحلق, أو في أي مكان في جسمي يلازمه توتر وقلق وكأني متأكدة وجازمة أنه ورم ومرض خبيث.

أثر هذا الشيء على نفسيتي وشهيتي وصحتي بنسبة كبيرة, لكن كنت بمجرد انتهاء العارض العضوي أتحسن نفسيا وأرجع طبيعية 100٪, عالجت نفسي نوعا ما من هذا الوسواس سلوكيا, بحيث أني أقطع الفكرة الوسواسية ولا أتجاوب معها, وأشغل نفسي بأي شيء, تحسنت إلى حد ما.

مشكلتي الحالية أني منذ 3 أشهر أعاني من قلق مجهول الهوية, ليس له علاقة بوسواس الخوف من المرض نهائيا, لكن لا أعلم ما هي أسباب هذا القلق, أشعر بتوتر وخوف مصاحب لاكتئاب خفيف, أصبحت لا أستمتع كثيرا بأي شيء مما كان يمتعني سابقا.

أشعر بأني خائفة من مجهول لا أعلم ما هو؟ وينتابني شعور أن هذه الدنيا سخيفة, ولا تستحق المتعة واللهث وراءها, يشتد هذا القلق أحيانا ويخف أحيانا أخرى, في الليل أشعر فجأة بشيء يمسك بقوة على صدري, مع ضيقة شديدة وبرودة في الأطراف حتى وكأني سأموت, ثم بعدها بدقائق يزول, لكن يستمر الاكتئاب بعده بمدة, أنا لا أعلم أسباب هذا القلق, وليس له أي مبررات.

أريد يا دكتور فضلا لا أمرا تشخيصا لحالتي, وأريد حبوبا آخذها تكون خفيفة, ولمدة ليست بالطويلة جدا لأتجاوز هذه المرحلة.

الحمد لله لا أعتبر نفسي من مرضى القلق النفسي القوي والمتمكن, فأنا أرى أني أعاني من وسواس الخوف من المرض بنسبة بسيطة، يصاحبه خوف من الموت, وفي الفترة الأخيرة أشعر بقلق خفيف مع اكتئاب.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أنت كما ذكرت وتفضلت لديك قلق المخاوف وفيها الطابع الوسواسي, الخوف من المجهول هو أحد مظاهر القلق النفسي, والقلق النفسي أصلا هو خوف غير محدد المعالم وغير واضح الأسباب، من وقت لآخر قد تنتاب الإنسان أعراض من هنا وهناك تحمل طابع الوسواس, ومثلا أنت يأتيك الشعور أن هذه الدنيا سخيفة ولا تستحق الجري وراءها, هذا شعور اكتئابي, ولكنه وسواسي في نفس الوقت، والقلق لعب فيها دورا.

الخوف من الأمراض خاصة الأمراض الشديدة -نسأل الله أن يحفظنا جميعا- كثيرة في زمننا هذا, وأدى إلى مخاوف وسط الناس، أنا أؤمن تماما أن الدعاء هو السلاح القوي, وسلاح يجعل الإنسان يحس بالطمأنينة، اكثري من الدعاء أختي الكريمة ( اللهم يا رب الناس أذهب البأس اشفي أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر السقمة ) من الأدعية التي وجدتها مؤثرة جدا ومفيدة جدا, ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ( اللهم أني أعوذ بك من البرص والجزام والجنون وسيء الأسقام ) ولاشك أن السرطان هو سيء الأسقام, فهذه خطوة أولى في العلاج.

الخطوة الثانية: هو كما تفضلت وذكرت عدم التجاوب مع الوسواس, الانصراف عنه وتجاهله وتحقيره وإنزاله إلى مستوى أنه بالفعل شيء سخيف, هذا نسميه بالتخدير والتغير المعرفي وهو مهم جدا.

العلاج الدوائي مفيد بل هو مهم, وأنت طلبت دواء خفيفا ولمدة قصيرة, هذا لا بأس به لكن في ذات الوقت مدة العلاج يجب أن تكون مدة صحيحة وكذلك الجرعة، سوف أطلعك على أبسط السبل وأقصرها, وأقل الأدوية من حيث التركيز والفاعلية والسلامة العالية جدا إن شاء الله تعالى.

أنصحك أن تتناولين عقار لسترال بجرعة نصف حبة يوميا لمدة عشرة أيام ليلا, بعد ذلك اجعليها حبة كاملة لمدة شهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر, ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة, ثم توقفي عن تناول الدواء، وفي ذات الوقت ابحثي عن مضادات القلق الإضافية والبسيطة والجيدة.

هنالك دواء يعرف باسم فلوناكسول اسمه العلمي فلوبتكسول, وهو مدعم أساسي للسترال, وله خاصية معينة لعلاج القلق خاصة إذا كانت مرتبطة بالمخاوف المريضة أو بالوساوس, جرعة الفلوناكسول هي حبة واحدة يوميا لمدة شهر, وقوة الحبة هي نصف مليجراما, أرجو أن تنتهجي هذا المنهج في العلاج الدوائي, كما تلاحظين المدة قصيرة والجرعة صغيرة جدا، أسأل الله أن ينفعك بها.

إلى جانب التوجيهات الإرشادية السابقة أود أن أضيف أهمية تمارين الاسترخاء لمواجهة القلق والمخاوف والوساوس فلذا كوني حريصة على هذه التمارين: (2136015).

أيتها الفاضلة الكريمة: دراسات أشارت أن زيارة المستشفيات, وزيارة المرضى والدعاء لهم تخفف من الخوف المرضي، أيضا البعض ننصحهم بأن يقوم بمقابلة طبية روتينية مرتبة، يعني في مثل عمرك لا مانع من إجراء فحص دوري مرة كل ستة أشهر, أي بمعدل مرتين في السنة, وهذا الفحص يمكن أن يتم لدى طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني, وتجري الفحوصات الأساسية ويطمئن الإنسان, وهذا إن شاء الله تعالى يزيل المخاوف ويمنع التردد الكثير بين الأطباء.

وللفائدة راجعي علاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738).

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً