الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق والتوتر منعاني من الكلام أمام الناس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي عدة مشاكل وأرجو مساعدتكم

المشكلة الأولى هي عسر البلع: فأنا أسمع صوت ريقي, وأحس بصعوبة في البلع مصاحبة لكحة وبلغم, وقد ذهبت لعدة مستشفيات لكن لا حياة لمن تنادي, في الوقت الذي أتنفس فيه أحس بشيء يدغدغ حلقي, وأسمع أصواتا وأحيانا أحس بدوخة شديدة.

المشكلة الثانية: النظر في عيون الآخرين يسبب لي بعض التوتر, وأحيانا لا أستطيع أن أتكلم, أو إذا تكلمت أحس باضطراب ونسيان, ولا أقول غالبا أي معلومة متجمعة, وأتعب من الكلام, فأي كلمة تتعبني, وأحس برجفة في اليد, وأحيانا في الساقين, وأحيانا أتعرق, وأشعر بضعف التركيز, وأحس أني لا أجمع كلامي لأني لا أستطيع أن أتصرف مثل باقي الناس في بعض المواقف التي تحصل رغما عن الشخص.

المشكلة الثالثة: هي تغير نبرة الصوت, لا أستطيع أن أضحك بشدة مثل الناس, وأحس بألم عند نطق الحروف.

المشكلة الرابعة والأخيرة: هي التعب عند القيام بأي مجهود, وأحس بكسل شديد, وأحيانا أتعب من المشي، وأكره أن أقوم بأي عمل لأني أحس أن بعض الناس ينظرون إلي.

أتمنى أن تنصحوني بعلاج دوائي, وبغذاء مفيد, أو بأي شيء يساعدني على التخلص من هذه الحالات, وأكون أفضل إن شاء الله.

وأنا شاكر لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

النقاط الثلاث الأولى في شكواك، تدل وبصورة واضحة أن حالتك هي حالة نفسية وليست عضوية.

موضوع عسر البلع وما يصحبه من صوت في الريق، هو في الحقيقة ناشئ من انقباضات عضلية تحدث لعضلات البلع، وهذه الانقباضات تكون ناتجة من توتر وقلق نفسي.

المشكلة الثانية والثالثة وهي موضوع النظر في عيون الآخرين، وتغير نبرات الصوت هذه أيضا أعراض من أعراض القلق, ونسميه بقلق الوساوس، وما يأتيك من فكرة أنك تحس أن بعض الناس يطالعون في مكان ما أو يطالعون في خطواتك هذا أعتقد أيضا أنه نوع من المخاوف الوسواسية.

الشعور بالتعب عند القيام بأي مجهود والإحساس بالكسل الشديد، هذا يحتاج إلى مراجعة الفحوصات الطبية مرة أخرى، وإن كان القلق إذا تبعته مشغولية في التفكير قد يؤدي إلى عسر بسيط في المزاج، وهذا قد يؤدي أيضا إلى الشعور بالإجهاد والكسل.

إذن أقول لك حالتك في مجملها ناتجة من قلق نفسي، والعلاج يتمثل في أن تبحث عن الأسباب، هل هنالك ما يضايقك؟ هل أنت عرضة لأي صعوبات نفسية؟ ابحث عن الأسباب وحاول أن تعالجها إن وجدت؟

الخطوة الثانية: هي أن تحرص على ممارسة الرياضة، الرياضة تقوي الأبدان وكذلك النفوس, وهي تصرف الانتباه عن القلق.

ثالثا: هنالك تمارين تسمى تمارين الاسترخاء (2136015) فأرجو أن تلتزم بالإرشادات والتعليمات الخاصة بممارسة تمارين الاسترخاء.

رابعا: حاول أن تركز في دراستك وتغير نمط حياتك، بأن تكون أكثر تواصلا من الناحية الاجتماعية، واملأ الفراغ الزمني بتعدد الأنشطة، وتذكر أنك في عمر فيه الكثير من الطاقات الشبابية الجسدية النفسية والتي يجب الاستفادة منها.

تواصلك مع الناس ومع زملائك وأصدقائك؛ سوف يزيل الشعور التوتري والوسواسي, خاصة فيما يتعلق بأنك إذا تكلمت تحس باضطراب ونسيان، هذا شعور قلقي وسواسي, من خلال التواصل الاجتماعي والتحدث مع الآخرين وإجراء الحوارات هذا سوف يختفي تماما، ويا حبذا أيضا لو التحقت بأحد مراكز تحفيظ القرآن حيث يساعدك الشيخ في النطق ومعرفة مخارج الحروف، أيضا سوف يساعدك على التواصل الاجتماعي من خلال حلقات التلاوة, وسوف يزيل عنك الرهبة والتوتر.

بالنسبة للعلاج الدوائي، هنالك أدوية جيدة جدا لعلاج القلق والوسواس, لكن وبالنسبة لك أرى أن لا تتناول أي دواء دون مشورة أهلك، وهذا يعني أن تطلب منهم مقابلة الطبيب النفسي, وسوف يقوم الطبيب بكتابة أحد الأدوية المضادة للقلق والوسواس، وإن شاء الله تعالى سوف تستفيد منها كثيرا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً