السؤال
أنا دائما متضايق من نفسي, وأريد أن أحافظ على الصلاة، وأخاف من عذاب جهنم، وأشتاق لدخول الجنة، أؤمن أن الله غفور رحيم, وأن عذابه هو العذاب الأليم.
فكيف أستطيع الالتزام والمحافظة على الصلاة؟
ساعدوني يرحمكم الله.
أنا دائما متضايق من نفسي, وأريد أن أحافظ على الصلاة، وأخاف من عذاب جهنم، وأشتاق لدخول الجنة، أؤمن أن الله غفور رحيم, وأن عذابه هو العذاب الأليم.
فكيف أستطيع الالتزام والمحافظة على الصلاة؟
ساعدوني يرحمكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من صالحي المؤمنين، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – من أنك تريد أن تحافظ على الصلاة وأنت تخاف (بفضل الله) من عذاب جهنم وتشتاق إلى الجنة، ولكنك تريد أشياء تعينك على الثبات على الدين وزيادة الإيمان في قلبك.
أقول لك - أخي الكريم الفاضل - : إنه ومما لا شك فيه أن زيادة الإيمان نعمة من نعم الله تبارك وتعالى، بل إن بقاء الإيمان في نفس وقلب العبد المؤمن أيضًا نعمة من نعم الله تعالى، ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم – من أكثر دعائه المشهور عنه: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) وكان من كلام سيدنا عبد الله بن عباس - رضي الله تعالى عنهما - : (اللهم لا تنزعني من الإسلام، ولا تنزع الإسلام مني) وأبو سعيد (الحسن البصري) - رضي الله تعالى عنه – يقول: (لقد أدركتُ أكثر من ثمانين رجلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم – ما منهم من أحد إلا ويخاف على نفسه أن يُسلب الإسلام منه قبل موته) فالإيمان يزيد وينقص في قلب العبد المؤمن كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة، يزيد بالطاعة والأعمال الصالحة، وينقص بالمعاصي والعياذ بالله تعالى.
وحتى يزيد الإيمان في قلبك وحتى تنشط وتقوى على الطاعة خاصة المحافظة على الصلاة تحتاج لعدة أمور: الأمر الأول، أخذ قرار بأن تغيِّر من واقعك الذي أنت عليه إلى الواقع الذي تريد أن تكون عليه، لأنه لن يغيّر (محمد) إلا (محمد) نفسه، فأنت إذا لم تأخذ قرارًا فعلا بأن تحافظ على الصلاة في أوقاتها, وأن تستخدم الوسائل المعاصرة المتاحة الممكنة، فأنت الآن تستطيع أن تستعمل منبه الجوال، وأن تستعمل الساعة المنبهة أيضًا، وأن تستعمل الهاتف العادي الأرضي، وتستطيع أن تتصل ببعض إخوانك ليعينك على المحافظة على صلاة الفجر – وعلى وجه الخصوص – ثم بعد ذلك ترتب حياتك على حساب الصلاة، بمعنى أنك تضع لنفسك برنامجًا يوميًا وتضع الصلاة على رأس الأولويات.
إذا كنت مثلا تريد أن تخرج في نزهة, أو تذهب إلى سوق, أو تذهب إلى ممارسة بعض الرياضات تجعل مثلا هذه الأشياء كلها ما بين الصلوات على أن تكون في صلاة العصر أو المغرب في المسجد مهيئًا وجاهزًا, كذلك إذا كان لديك أي مشروع, أو أي مشوار, أو أي عمل تحرص أن ترتب حياتك على أوقات الصلاة، ولا تترك أوقات الصلاة مهملة حسب الظروف, إذن هذا هو الأمر الأول الذي لا بد لك منه.
الأمر الثاني: أن تتوجه إلى الله بالدعاء أن يعينك الله تبارك وتعالى على الثبات على الدين, وعلى المحافظة على الصلاة في أوقاتها، لأن هذه نعمة من أجل نعم الله تعالى أن يكون العبد محافظًا على الصلاة في أوقاتها، لأن عدم محافظة العبد على الصلاة في أوقاتها يؤدي إلى نقص الإيمان وضعفه عياذًا بالله تعالى.
كذلك أيضًا أنصحك - بارك الله فيكَ - مع المحافظة على الصلاة في أوقاتها: المحافظة على ورد يومي من القرآن الكريم، لأن القرآن هو منبع الإيمان، وكما ذكر ابن القيم – عليه رحمةُ الله تعالى – بقوله: " اعلم أن القرآن للإيمان كالماء للزرع " فكما أن الزرع لا ينبت ولا ينمو بغير ماء فكذلك الإيمان أيضًا لا يزيد ولا يقوى بغير القرآن، فاجعل لنفسك وردًا يوميًا من القرآن الكريم تحافظ عليه بصفة منتظمة وتجعله لك عادة في أي وقت تراه مناسبًا تخصص هذا الوقت – حسب ظروفك ساعة، نصف ساعة، ربع ساعة – كما يتيسر لك.
أيضًا أنصحك كذلك بالمحافظة على المحاضرات والدروس التي تُلقى في المنطقة المحيطة بك، فإن مجالس العلم يزكو بها الإيمان, ويرتفع بها معدل الإيمان في القلب، وهي مجالس لا يشقى أهلها، وهم قوم يغفر الله تبارك وتعالى لهم، وتحفهم الملائكة بأجنحتها كما تعلم، وهي مجالس العلم التي أمرنا الله تبارك وتعالى أن نحافظ عليها، وأثنى على أصحابها خيرًا.
كذلك أيضًا أتمنى أن تكون لك صحبة صالحة، تحاول أن تتخير لك بعض الصالحين من هم في مثل سنك وأن تنخرط معهم، وهناك كما تعلم عشرات المساجد التي يوجد بها إخوة أفاضل يقومون على خدمة المساجد, وخدمة الدين حسبة لله تعالى, وابتغاء مرضاة الله، فحاول أن تربط نفسك بهذه المشاريع الدعوية المنتشرة في بلادكم – وما أكثرها – شباب متطوعون يحتسبون الأجر عند الله تعالى، في المحافظة على الأذان، والمحافظة على الإقامة، والمحافظة على نظافة المسجد, وعلى خدمات المسجد, وإلقاء الدروس والمحاضرات.
كما أتمنى بارك الله فيكَ - أخي الفاضل محمد – أن تأخذ قرارًا أيضًا بأن تنخرط في بعض المؤسسات العلمية في بلادكم، إذا كانت هناك دورات شرعية، ففي بعض البلاد هناك معاهد إعداد الدعاة مفتوحة للجميع، وفي بعض البلاد الأخرى دورات شرعية في بعض المساجد، حاول أن تحتك بمثل هذه المؤسسات الإيمانية.
عليك بارك الله فيكَ بقراءة سير الصالحين، فإن عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمات، اقرأ بدءً من حياة النبي - عليه الصلاة والسلام – مرورًا بأصحابه الكرام وكيفية عباداتهم، وأنصحك بقراءة كتاب (صفة الصفوة) أو كتاب (الحلية) لأبي نُعيم، أو كتاب (سير أعلام النبلاء) هذه كتب رائعة ترفع معدل الإيمان إلى السحاب بالنسبة لك.
فأرى أيضًا أن تأخذ بنصيب وافر من تاريخ هؤلاء الأخيار الأبرار، الذين كانوا أتقى الناس لله, وأعلم الناس بالله, وأحرص الناس على دين الله تعالى.
أهم شيء أيضًا أنصحك به أن تتعلم حتى تمارس الدعوة، لأنك بممارستك للدعوة تتحول من مدافع إلى مهاجم، وخير وسيلة للدفاع الهجوم، فأنت حين تتعلم الدعوة, وتتعلم كيفية عرض دين الله على عباد الله ستجد نفسك وقد ارتدعت إلى حد كبير عن فعل المعاصي، وقد أقبلت بقوة إلى الطاعات، وبذلك يسمو عندك الإيمان ويرتفع عندك معدله، فتصبح من خير إلى خير.
عليك بالدعاء كما ذكرت لك, والإلحاح على الله تعالى أن يهديك الله صراطه المستقيم، وأن يجعلك من أهل الصلاة والصلاح، ولا مانع من أن تستعين بدعاء الوالدة وغير ذلك، وإذا كان لديك وقت فراغ فحاول أن تستمع إلى بعض الأشرطة والسيديهات التي ترقق القلب, والتي تزكي الإيمان في القلب، وهناك عوامل كثيرة حقيقة لزيادة الإيمان في القلب تزيد عن ثلاثين عاملا، ذكرتُ لك أهمها.
وأسأل الله أن يعينك على أن تلتزم بها، وأن يجعلك من صالحي المؤمنين، وأن يرزقك حبه وحب كتابه وحب نبيه - صلى الله عليه وسلم - .
وللفائدة راجع كيفية المحافظة على الصلاة: (17395 - 55265 - 2133618) حكم تارك الصلاة: (55265 - 24251 - 15161 - 226203).
هذا وبالله التوفيق.
بارك الله فيك يااخي
جزاكم الله خيرا فعلا افدتمونى اثابكم الله الخير الوافر على ماتقدموه لنا
كلام رائع خاصه ان نجعل جدولنا اليومي بين الصلاوات بارك الله فيكم